صلة الرحم بالوطن لم تنقطع: سوريون بجوازات سفر أجنبية

أخبار الصناعة السورية:

صلة الرحم بالوطن لم تنقطع: سوريون بجوازات سفر أجنبية.. لا يُعرف على وجه الدقة عدد السوريين الذين هاجروا بصفة لاجئين إلى أوروبا والأمريكيتين منذ بداية الحرب السورية، لكن معظم التقديرات غير الرسمية تتحدث عن أكثر من مليون لاجئ سوري وصلوا إلى أوروبا وبعض الدول الأمريكية منذ العام 2011، من بين أكثر من 6.5 ملايين سوري تم تسجيلهم أممياً كلاجئين في أكثر من 130 دولة لغاية منتصف العام الحالي.

وكما هو معلوم فإن غالبية اللاجئين في الدول الغربية هم من الفئات العمرية الشابة وما دون هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن معظمهم أيضاً من الكفاءات العلمية وأصحاب المهن والعمال المهرة، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً للهرم السكاني السوري ولمستقبل البلاد عموماً، ولهذا فإن التحدي الرئيس الذي يواجه الحكومة الجديدة لا يتعلق فقط بالقدرة على التخفيف من تدفق موجات الهجرة، وإنما العمل على إعادة استقطاب المهاجرين واللاجئين في الخارج والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في تطوير مجالات العمل في مختلف المجالات.

قد يسأل البعض: وهل هناك من سيعود إلى هذه البلاد ولو زائراً؟

دون شك هناك أشخاص لن يعودوا لأسباب متعددة، لكن في المقابل هناك الكثير ممن يرغبون بالتردد المستمر للبلاد لأسباب شخصية واجتماعية، وتالياً فإن الكرة هي اليوم وغداً في ملعب المؤسسات الحكومية المطالبة بالعمل على تسهيل تلك الزيارات وتشجيعها تحقيقاً لأهداف وطنية قد تكون علمية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وغير ذلك.

والدليل على إمكانية النجاح في إعادة ربط المهاجرين واللاجئين بوطنهم ما تؤشر إلبه البيانات الإحصائية التي ينشرها المكتب المركزي للإحصاء ووزارة السياحة، والمتعلقة بأعداد القادمين الأجانب إلى البلاد، إذ إن معظم هؤلاء القادمين عبارة عن مهاجرين سوريين حصلوا على جنسية الدولة التي هاجروا إليها ويزورون اليوم موطنهم الأصلي بجنسيتهم الجديدة، فمثلاً وفقاً لبيانات المجموعة الإحصائية لعام 2023 فإن عدد الأشخاص الذين يحملون الجنسية الكندية وزاروا سوريا خلال العام 2022 بلغ حوالي 10847 قادماً، مشكلين بذلك نسبة وقدرها حوالي 42% من إجمالي عددهم المسجل في العام 2010، كما أن عدد القادمين من حملة الجنسية الأمريكية بلغ حوالي 21520 شخصاً في العام 2022، أي ما نسبته حوالي 39% من عدد القادمين الأمريكيين المسجل في العام 2010.

وكذلك الأمر بالنسبة للقادمين من دول الاتحاد الأوروبي، إذ تشير البيانات الإحصائية الرسمية إلى أن عدد القادمين الألمان مثلاً إلى سوريا بلغ في العام 2022 حوالي 13226 قادماً، ويشكلون بذلك نسبة وقدرها 16.3% من أعداد العام 2010، ومن هولندا فقد وصل عدد القادمين حوالي 9296 قادماً بنسبة تقدر بحوالي 44% مقارنة مع أعدادهم المسجلة في العام 2010، أما عدد القادمين السويديين الذين زاروا سوريا في العام 2022 فقد بلغ حوالي 19194 قادماً بنسبة تصل إلى 61% من إجمالي أعدادهم في العام 2010، وقائمة القادمين من دول أخرى تطول، إذ إن البيانات تشمل ما يزيد على 40 جنسية.

لا تقولوا لنا إن جميع القادمين من أوروبا وأمريكا هم مواطنون ليسوا من أصول سورية، فما تمر به البلاد منذ سنوات عدة من حرب كارثية وعقوبات وصلت إلى حد الحصار وأوضاع اقتصادية متدهورة يحول دون تفكير مواطني تلك الدول من أصول غير سورية بزيارة سوريا إلا في بعض الحالات الاستثنائية كالعمل مع المنظمات الدولية أو البعثات الدبلوماسية وغير ذلك، ونعتقد أن عدد هؤلاء ليس كبيراً مقارنة بالأعداد المعلنة من قبل وزارة السياحة والمكتب المركزي للإحصاء.

وما يعزز فرضية أن معظم القادمين الأجانب هم سوريون حاصلون على جنسيات أجنبية أن 75% منهم صنفوا سياح مبيت أي أنهم أقاموا في منشآت فندقية وغير فندقية، قد تكون منازلهم أو منازل أقاربهم أو منازل مستأجرة في مناطقهم ومدنهم الأصلية أو منشآت مبيت خاصة، ذلك أن نسبة نزلاء الفنادق الأجانب لم تتجاوز 28% من إجمالي عدد سياح المبيت الأجانب.

كل ذلك يجعل من إمكانية استقطاب من هاجروا وإعادة ربطهم بالبلاد مهمة ليست مستحيلة، إلا أنها في المقابل ليست سهلة ولا يمكن أن تتحقق بالشعارات والتصريحات العاطفية، فهناك العديد من الأمور التي يجب العمل عليها لإقناع من خرجوا أن البلاد تتغير وأنها بحاجتهم في هذه المرحلة.

 

أثر برس –  زياد غصن

 

اقرأ أيضاً: مشروع جواز سفر رقمي و آخر عنوان رقمي للسوريين

صفحتنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/1462259130470900?ref=embed_page

قناتنا على التلغرام: https://t.me/syrianindstrynews

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen