أخبار الصناعة السورية:
كما هو فضاء الابداع زاخر بالاكتشاف هي أيضاً العقول النيرة متوهجة دوما بالعطاء والانجاز .. وهذا واقع الفني حسن حيدر العامل في مطحنة السلمية الذي يواصل رحلة ابداعه بتصنيع عقول الكترونية لسلندرات (مكنات) طحن القمح يصنعها من توالف البوردات القديمة التي يعكف على تجميعها وحفظها في ورشته منذ عدة سنوات.
حيدر بتكلفة بسيطة لا تتعدى 4 الاف ليرة يعيد تصنيع شاشات التحكم بعد أن يخضعها لتعديلات الكترونية في دارتها وينتج منها تجهيزات قادرة على اطلاق الاوامر الصناعية موفراً ما قيمته مليون ونصف ليرة ثمناً لكل واحدة من تلك اللوحات ..
حيدر يقول: تخلق المشكلات في كثير من الأحيان مجالا للإبداع لأنك تبحث دوما عن الحلول وحقيقة هذا واقع العمل في المطاحن العامة فلدينا عشرات سلندرات (ماكينات ) طحن القمح في المطحنة وهي القلب الفعلي للمطحنة وهذه الماكينات عبارة عن تجهيزات ميكانيكية وكهربائية عملاقة تزن الواحدة منها عدة اطنان و ذات استطاعات ميكانيكية وكهربائية كبيرة ولا يمنك التحكم في تشغيلها يدويا بل هي بحاجة إلى الذكاء الصناعي للتحكم بها حيث تزود كل ماكينة بشاشة الكترونية تمثل عقلا صناعيا لها.. واليوم لا تتوفر لدينا مثل تلك اللوحات التشغيلية نظراً للعقوبات الغربية المفروضة علينا وتلف هذه اللوحات تؤدي الى توقف مكنات الطحن ومع الحاجة الماسة للتشغيل العاجل وعدم توفر البديل . دفعني إلى البحث عن بدائل لها و من هنا انطلقت في البحث في البوردات واللوحات الالكترونية القديمة حيث اقوم بإجراء تعديلات الكترونية على البوردات بادخال سلسلة من الدارات الالكترونية واهمها الايسهات أوالشاشات الرقمية و في بعض الاحيان عدد من القطع الالكترونية لصنع دارات محددة مع الاستفادة من مداخل ومخارج و وصلات اللوحات القديمة أو تعديلها حسب الحاجة ومن ثم حقن تلك الدارت ببرنامج تشغيلي قمت بتصميمه على الحاسب لتتمكن هذه اللوحة من القيادة التحكمية الكاملة واعطاء الاوامر التشغيلية الالكترونية للأجزاء الميكانيكية و الكهربائية في سلندرات الطحن. و من ثم اقوم بربط اللوحات الجديدة على المكنات بدل القديمة والمتعطلة وفي النهاية تكون قادرة على كل واحدة منها على التحكم بشكل كامل في المكنات عبر عشرات الاوامر التشغيلية وتضمن مراقبتها وحسن خط انتاج الدقيق بالمواصفات المطلوبة وبدون هذه اللوحات الإلكترونية يعتذر علينا السيطرة على هذه المكنات وادارة العملية التشغيلية لها أو الحفاظ على كمية وجودة الانتاج..
وأضاف حسن في الواقع لا تتوفر هذه اللوحات في السوق المحلية و يتخطها سعرها التقديري مليون ونصف ليرة وفق القيمة الرائجة لها.
عيسى حمود