11/7/2018
اعتبر الاعلامي زياد غصن أن قوة الاعلام الاقتصادي تتأتى من قدرته على التأثير في قرارات السياسيين والحكومات وتوجهه للشريحة الجماهيرية الأوسع إضافة لمخاطبته الفئة الاقتصادية المؤثرة في المجتمع وهم رجال المال والأعمال.
وقال غصن وهو مدير عام مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر في محاضرة له ضمن فعالية الثلاثاء الاقتصادي التي تنظمها دورياً جمعية العلوم الاقتصادية السورية تحت عنوان” الإعلام الاقتصادي ما له وما عليه” ..//ان العصر الذهبي للصحافة الاقتصادية في سورية بدأ في العام 2000 مرجعاً ذلك لعدة أسباب على رأسها تصدر الملف الاقتصادي المشهد المحلي نتيجة متغيرات تتمثل بالاصلاحات الاقتصادية الواسعة ورفع الحظر الرسمي المفروض على تناول ملفات اقتصادية هامة مثل النفط والفقر والبيانات الاحصائية إضافة الاهتمام الرسمي بمعيشة المواطن امتثالاً لما جاء في خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد //.
واضاف هذا ما قاد فيما بعد للسماح للقطاع الخاص بتأسيس وسائل إعلامية ذهبت بمعظمها للاهتمام بالشأن الاقتصادي، حيث ذهبت النسبة الأكبر من التراخيص لصالح رجال الأعمال لافتا الى ان المزاجية الحكومية المتمثلة في الرقابة على المطبوعات الاقتصادية الخاصة قبل بداية الحرب على سوريا اسهمت في تنامي // نقاط الوهن بالنسبة للاعلام الاقتصادي// وزاد من مأساته ضعف مصادر التمويل لسببين أولهما تدني قيمة الاعلانات والثاني تراجع عدد القراء، والسبب الأخير انحرافات في سلوكيات بعض الصحفيين العاملين في الاعلام الاقتصادي.
وبين غصن الآثار السلبية للحرب على هذا النشاط الاعلامي، الذي ترتب عليه اندثار العديد من المطبوعات، وتحول الإعلام للاهتمام بمجريات العمليات العسكرية والموضوعات السياسية على حساب الجانب الاقتصادي.
وطرح مدير عام مؤسسة الوحدة سؤالاً حول ما إذا كانت الحرب وتداعيتها يمكن أن تبرر انحسار النشاط الإعلامي الاقتصادي؟!، حيث أن الحرب على سورية لم تكن سياسية وعسكرية فقط إنما لعبت الدول المتآمرة على الجانب الاقتصادي أيضاً، وكان من الضروري الاهتمام بوسائل الاعلام الاقتصادي وتعزيزها والمحافظة على استمراريتها لتكون في موقع الصانع للخبر والمعلومة لا أن تغدو مقيدة بسياسة رد الفعل.
وأشار غصن إلى الاعلام الالكتروني الذي نشأ على أنقاض الاعلام التقليدي، الذي تجلى بالبعد عن العمل المؤسساتي، وهو بدوره /المواقع الالكترونية/ تعرض لنكسة مع بداية الحرب بسبب إفلاس سوق الاعلانات ما لبث أن تعافى مع بداية العام 2016 ، وكان شكل خلال الأزمة مع وسائل التواصل الاجتماعي مصدر رئيس للمعلومات ونافس الاعلام التقلدي.
وربط غصن ستقبل الإعلام الاقتصادي السوري بتراجع الحرب وتأثيراتها، إلا أن الدولة لها دور فاعل ومؤثر في إعادة إحياء وتطوير الإعلام الاقتصادي لاسيما وأن المرحلة القادمة اقتصادية بامتياز، مشيراً إلى أن دور الدولة المطلوب له عدة أوجه بدءاً من توسيع مساحة تناول الشأن الاقتصادي من قبل وسائل الإعلام المحلية وإصدار مطبوعات اقتصادية إلى تقديم الدعم للوسائل الخاصة ماديا ومهنيا، فضلاً عن مسؤولية القطاع الخاص الذي يجب أن تكون له مساهمة جادة وحقيقية في بناء وتأسيس إعلام اقتصادي يعبر عن تطلعات المواطنين وطموحاتهم.
وتناولت المداخلات التي قدمت من الحضور محاور عديدة أبرزها أهمية إعادة تأهيل الكادر البشري للانتقال بالإعلام الاقتصادي إلى مرحلة البحث والتحليل والمعالجة، وضرورة وضع استراتيجية للنهوض بهذا الاعلام في ظل ما فرضته الحرب من أوضاع سلبية، وكذلك منح الإعلام الاقتصادي هامشاً أوسع من الحرية ومنحه حق الوصول إلى المعلومة بعيداً عن العوائق والصعوبات الإدارية والبيروقراطية وغيرها.