على مساحة 74000 م2 و بمشاركة 1562 شركة سورية ومن 43 دولة أجنبية انطلقت مساء اليوم الخميس معرض دمشق الدولي في دورته التاسعة والخمسين بمدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي.
ممثلاً للسيد الرئيس بشار الأسد افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس فعاليات المعرض الذي اعتبره رسالة للعالم أجمع بأن إرادة الحياة لدى السوريين كانت وستبقى أقوى من الإرهاب رافعا راية من رايات انتصار الحياة على القتل والحق على الباطل والشرف على الخيانة والسيادة على التبعية.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى “أنه لولا دماء وتضحيات شهداء وجرحى الجيش العربي السوري وحلفاء وأصدقاء سورية المقاومين والأوفياء لما استطعنا بفضلهم أن نجتمع لنعلن فصلا جديدا من فصول الانتصار” وقال “إن معرض دمشق الدولي يعاود هذا العام انعقاده بعد ست سنوات قدمت فيها سورية أغلى أبنائها وأقدس دمائها دفاعا عن سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها”.
ورأى المهندس خميس أن “الاقتصاد الذي صمد طيلة هذه الأزمة يستحق أن يكون شريكاً موثوقاً للحاضر وللمستقبل لان شريكا موثوقا بإمكانيات محدودة خير من شريك غني لا يحظى بالمصداقية والثقة” لافتا إلى أن عودة الحياة لمعرض دمشق الدولي وبمشاركة واسعة وكثيفة من الشركات المحلية والخارجية تعني أن الحرب فشلت رسمياً في النيل من مؤسسات الدولة السورية وفشلت في قتل إصرار وإرادة السوريين الذين لم ترهبهم طوال السنوات السابقة قذائف الحقد ولم تمنعهم التفجيرات الإرهابية من التوجه إلى أعمالهم والتواجد حيث يريد الوطن وتكمن مصلحته.
وقال المهندس خميس “إنه في الوقت الذي تستمر فيه قواتنا المسلحة والحلفاء الأوفياء بتحقيق المزيد من الانتصارات على الإرهاب واستعادة مناطق جديدة إلى كنف الدولة السورية تخوض الحكومة معركة أخرى فتحرير الطاقات الإنتاجية للبلاد وإعادة استثمار الموارد والثروات الوطنية وتوظيفها بما يخدم صمود الدولة وتخفيف ما يعانيه المواطن السوري من ضغوط اقتصادية جراء تبعات الحرب يمثلان أولوية أساسية لدى الحكومة التي اتخذت في هذا السياق جملة واسعة من الإجراءات والقرارات الهادفة إلى ضمان عودة دوران عجلة الإنتاج في القطاعين العام والخاص”.
وأضاف المهندس خميس “إن انعقاد هذه الدورة من معرض دمشق الدولي هو تتويج لتلك الإجراءات التي من شأنها التعريف بالمنتجات والسلع الوطنية وفتح أسواق جديدة لتصديرها وإتاحة المجال للمشاركين للقاء والتحاور حول فرص الاستثمار المشتركة وتشجيع المستثمرين المغتربين على العودة إلى وطنهم والإسهام في إعادة إعماره وتنميته”.
ولفت المهندس خميس إلى “استعداد الحكومة لتقديم كل أشكال الدعم لتعزيز علاقتنا الاقتصادية مع مختلف الدول وتسهيل كل الإجراءات لتنفيذ العقود والصفقات ومشاريع التعاون التي سيشهدها المعرض”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن النجاح في إعادة دوران عجلة الإنتاج في ظل ظروف الحرب وآثارها يشير إلى أن عزيمة السوريين في مرحلة إعادة البناء والإعمار لن تقل عن عزيمتهم التي هزمت الإرهاب بدليل روح الحياة التي تدب سريعا في المناطق التي يحررها جيشنا الباسل رغم ما لحق بها من دمار وخراب وتوجه الكثير من الصناعيين إلى ترميم مصانعهم وإعادة تأهيلها لتقلع من جديد دون أن ينتظروا قراراً من أحد فضلاً عن انخراط آلاف الشباب والشابات منذ بداية الحرب في مبادرات وطنية للإغاثة والدعم والتنمية مبينا أن المحبين لسورية مطمئنون ومتأكدون أنها “ستنهض من جديد كطائر الفينيق”.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن حرص سورية على تعزيز وتوسيع مجالات التعاون مع الدول كافة لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة مضيفا.. إن “أبواب سورية ستظل مشرعة لجميع المستثمرين ورجال الأعمال للعمل والاستثمار وبناء شراكات اقتصادية تحقق طموحات جماهير شعبنا في استعادة سورية لدورها ومكانتها الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم”.
ورأى المهندس خميس أنه من الضروري في عصر التكتلات “الاجتماع على مشروع تكتل اقتصادي موحد يضم أصدقاء السلام والسيادة لبناء منظومة اقتصادية تسمح بصون القرارات السيادية ومواجهة نزعات الاستعمار الاقتصادي وكسر حلقات العقوبات الاقتصادية الجائرة التي تحرم الأطفال من الحليب والمرضى من الدواء والمواطنين من الغذاء فقط لتحقيق مكاسب سياسية استعمارية”.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن أمله بأن تشكل هذه المناسبة فرصة لبدء التعاون يتم التأسيس عليها للقاءات متكررة ومستمرة تعلن ولادة مرحلة جديدة من الدبلوماسية الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري تصب في مصلحة الجميع” منوها بالدور الإيجابي الكبير الذي لعبه قطاع الأعمال السوري بكل أطيافه خلال الأزمة بشكل عام وخلال التحضير لفعاليات هذا المعرض بشكل خاص داعيا جميع رجال الأعمال والسوريين كافة إلى العودة لسورية والعمل معا للمساهمة في إعادة الإعمار وتجاوز مفرزات الحرب الإرهابية التي فرضت عليها.
بدوره لفت مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي إلى الجهود المبذولة من قبل جميع الفعاليات الوطنية لإنجاح الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي معتبرا أن مشاركة ثلاث وأربعين دولة شقيقة وصديقة تثبت أن هناك شرفاء في هذا العالم يؤمنون بسورية ومكانتها.
وعبر كرتلي عن ترحيبه بالحضور العربي والدولي المميز في هذه الدورة التي تعد أكبر دورة في تاريخ المعرض من حيث حجم الإشغالات مشيرا إلى مشاركة عشرات آلاف العمال في عمليات التحضير لتلبية احتياجات المعرض في جميع النواحي وما سينتج عنه من عقود تصديرية.
وأشار كرتلي إلى أن “معرض دمشق الدولي عرس وطني لسورية كلها ولد عام 1954 واستمر دون انقطاع حتى العام ألفين وأحد عشر إلا أن غربان الظلام بفكرها الأسود لم يرق لها أن ترى وطننا يزداد خيرا ونماء فصبت نار حقدها ما أدى إلى انقطاع دام خمس سنوات فأبينا إلا أن نرفع شعار الحياة في سورية قولا وعملا وها نحن نجسد مقولة سورية تنبض بالحياة”.
وأكد كرتلي أن صناعة المعارض من الصناعات المهمة التي يجب علينا أن نرعاها فهي مولدة لفرص العمل ومدرة للربح ولقد قطعت هذه الصناعات شوطا مهما في سورية حيث بلغ عدد المعارض في الفترة الماضية 120 معرضا في المحافظات لافتا إلى أننا اليوم أمام الوجه الجديد لسورية التي بدأت مرحلة الانتصار والتعافي وإعادة الإعمار حيث أثبتنا أننا قادرون وأن تجربة المعرض برهان على الامكانيات الخلاقة لدى الشعب السوري الذي حافظ دائما على مفهومين راسخين هما “الكرامة والإنتاجية”.
وبعد الافتتاح قام المهندس خميس بجولة على الجناح السوري وبعض أجنحة الدول المشاركة في المعرض منها الجناح الروسي والإيراني والعراقي والصيني والهندي.
ورأى وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل أن المعرض عرس حقيقي وإعلان نصر وتعاف اقتصادي يتشارك فيه السوريون مع وفود رسمية ورجال أعمال ومثقفين وفنانين من الدول الصديقة والشقيقة مبينا أن القطاعات الانتاجية في سورية بدأت تسير بخط التعافي بحماسة كبيرة ومؤكدا أن اصرار السوريين بكل طبقاتهم وفئاتهم وقطاعاتهم على أن يكونوا على قدر المسؤءولية أوصلنا لهذه التظاهرة التي أثبتت نجاحها اليوم.
وبدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وعزف النشيد العربي السوري ومعزوفات لفرقة الموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله كما صدحت الفنانة ليندا بيطار بأغنية “يا شام عاد الصيف” إضافة إلى عرض مسرحي راقص لفرقة “جلنار” بعنوان “قيثارة” وتلا ذلك جولة المهندس خميس على أجنحة المعرض.
ويستمر المعرض حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري ويتضمن حفلات فنية لعدد من النجوم والفنانين السوريين والعرب وعروضا راقصة لفرق فلكلورية ومسرحا للطفل وسحبا خاصا لليانصيب وندوات ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصصية مثل الزهور والكتاب والباسل للإبداع والاختراع إلى جانب عدد من الأنشطة التسويقية والعروض الترويجية من قبل المشاركين في مختلف القطاعات مع وجود مراكز للبيع المباشر للمواطنين علما أن النقل متوافر مجانا من دمشق إلى مدينة المعارض ومن سبعة مراكز انطلاق ذهابا وإيابا.
حضر الافتتاح وزراء وسفراء عرب وأجانب وعدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي إضافة إلى وزراء الداخلية والإسكان والأشغال العامة والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والإعلام والثقافة والنقل والكهرباء والمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إضافة إلى أعضاء من مجلس الشعب ورؤساء الاتحادات والنقابات المهنية وممثلين عن الشركات المشاركة بالمعرض ووفود تجارية وصناعية عربية وأجنبية وشخصيات فنية وإعلامية عربية.