أخبار الصناعة السورية:
تشير تحولات أزمة كورونا العالمية إلى أهمية المشروعات الجديدة الناشئة في ظل ركود عالمي هو الأكبر والاوسع ..
و نظرا لتغير النشاطات واعتمادها على العمل عن بعد وربما بصورة إلكترونية أكثر وتركيزها على أولويات جديدة لم تكن في صلب اهتمام أصحاب المشروعات الصغيرة نتيجة تغير العادات الاستهلاكية والادخارية لأغلب الأفراد فإن ولادة المشروعات الناجحة في صلب اي تحرك اقتصادي جديد تحتاجه الدول بعد انتهاء وباء كورونا المستجد …
ان زراعة المشروعات الجديدة تحتاج لتربة صالحة من الدعم والرعاية والتمكين لتصبح قادرة على النمو خلال فترة قصيرة وتمنع عنها احتمالات الفشل والتعثر المبكرة ..
بدون مشروعات جديدة ليس هناك نمو وليس هناك تطور اقتصادي ملموس ……
في بداية ثمانينات القرن الماضي نشأت فكرة جديدة، وهي فكرة مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال فيها فور ولادتهم من أجل تخطي صعوبات الظروف الخاصة المحيطة بهم، وذلك عن طريق تهيئة كل السبل من أجل رعايتهم، وبالتالي فحاضنات الأعمال هي منظومة عمل متكاملة توفر كل السبل لبدء المشروع وتنميته، وتدار هذه المنظومة عن طريق إدارة متخصصة تقدم جميع أنواع الدعم اللازم لنجاح المؤسسات الريادية الصغيرة، حيث تقدم الحاضنة الدعم المالي والفني والإداري للمؤسسات.
وتشمل حاضنة الأعمال عادةً:
• مكان ملائم يمكن استغلاله بواسطة مشروعات الأعمال الناشئة، حيث يشمل هذا المكان مجموعة من المكاتب والوحدات الإنتاجية والمعامل.
• تشترك المشروعات المقيمة في الحاضنة في استخدام بعض مساحات المبنى مثل قاعات الاستقبال وقاعات الاجتماعات والمطابخ والمخازن.
• تستطيع المشروعات المقيمة في الحاضنة الاستفادة من الخدمات الإدارية المشتركة الموجودة في المبنى مثل استخدام التجهيزات المكتبية بتكلفة مناسبة.
• يدار المكان بواسطة مجموعة محدودة ومتخصصة من الأفراد الذين يقدمون النصيحة والتدريب للمشروعات الجديدة، مع تنظيم برامج التدريب المتنوعة.
أما أهداف حاضنات الأعمال:
• تقليل تكاليف بدء النشاط.
• تقليل مخاطر الأعمال المرتبطة بالمراحل الأولى لبداية نشاط المشروع.
• تقليل الفترة الزمنية اللازمة لتنمية نشاط المشروع وتطوير إنتاجه.
• تجنب الأخطاء وتقليل ازدواجية الجهود مما يؤدي إلى ضغط التكاليف.
• إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الفنية والمالية والإدارية والقانونية التي تواجه المشروع.
• زيادة معدلات النجاح وتدعيم الابتكارات وتشجيع الأفكار المتميزة.
• مساعدة المشروعات على التوصل إلى أنواع جديدة من المنتجات أو النشاطات.
أما بالنسبة للمجتمع المحلي الذي تعمل الحاضنة في ظله فيمكن القول بأنها سوف تهدف إلى تدعيم هذا المجتمع من خلال تحقيق الآتي:
• زيادة عدد المشروعات مما يؤدي إلى إنعاش وتنمية الاقتصاد المحلي.
• زيادة فرص العمل وتشجيع الصناعات.
• تدعيم وتشجيع المشروعات التي تحتاج إليها السوق المحلية .
• تشجيع الفئات التي لا تمتلك الخبرات الكافية لإقامة مشروعات الأعمال.
• تسويق الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحث العلمي.
• دعم الجهود التعاونية بين قطاع الأعمال والجامعات ومراكز البحث العلمي وغرف التجارة والصناعة.
ونذكر من أنواع حاضنات الأعمال:
1 – من حيث المكان: هناك حاضنة تقدم المكان وهناك الحاضنة الافتراضية (VIRTUAL INCUBATOR) من خلال الانترنيت.
2 – من حيث التخصص: فهناك حاضنة أعمال عامة، وهناك حاضنة تكنولوجية وأخرى لإعداد الكوادر البشرية.
3 – من حيث الربح: هناك حاضنات تهدف إلى تحقيق الربح تؤسس من قبل أصحاب أعمال كفكرة تجارية، ويعمل هذا النوع من الحاضنات على تحقيق إيرادات نتيجة لاستضافة مجموعة من مشروعات الأعمال مع المشاركة في ملكية هذه المشروعات في بعض الحالات ولا يحصل هذا النوع من الحاضنات على دعم من الجهات الحكومية أو السلطات المحلية ويتم قبول المشروعات في الحاضنة وفقاً لقدراتها على سداد التزاماتها تجاه إدارة الحاضنة لذلك لا يتم عادة وضع اشتراطات للقبول كما لا يتم تحديد حد أقصى للفترة الزمنية التي يبقى فيها المشروع داخل الحاضنة طالما يدفع التزاماته.
وهناك حاضنات لا تهدف إلى تحقيق الربح، وهي نوعان:
• الحاضنات العامة.
• الحاضنات الأكاديمية.
ويقصد بالنوع الأول الحاضنات التي يتم إنشائها بواسطة الجهات الحكومية أو جمعيات رجال الأعمال أو الغرف التجارية.، حيث ترتبط أهدافها بالاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المحلي.
أما النوع الآخر فهي الحاضنات الأكاديمية التابعة للجامعات ومراكز البحوث، وتهدف إلى ربط الجامعات بما تقدمه من دراسات وابتكارات وبحوث للمجتمع المحلي لذلك يتميز هذا النوع بارتفاع مستوى الخدمات والاستشارات المقدمة.
4 – من حيث وحدة وتعدد النشاط: هناك حاضنات يمكن أن تستضيف مشروعات تعمل جميعاً في نفس النشاط أو تعمل في مجموعة متكاملة من الأنشطة المرتبطة، في حين تهدف حاضنات أخرى إلى استضافة مشروعات تعمل في مجالات مختلفة إلا أن الاتجاه الحديث الآن هو نحو إقامة الحاضنات المتخصصة نظراً لما تقدمه من إمكانية تبادل الخبرات.
خطوات إنشاء الحاضنات:
الخطوة الأولى: تحديد أهداف الحاضنة ونوع الخدمات التي تسعى إلى تقديمها لكل من شاغلي الحاضنة والمجتمع المحلي نفسه.
الخطوة الثانية: تنظيم مجموعة عمل تتحمل مسؤولية إقامة الحاضنة، وتشمل:
1. مؤسس رئيسي قد يكون أحد رجال الأعمال إذا كانت حاضنة تهدف إلى الربح أو إحدى الجامعات أو المؤسسات الحكومية أو الهيئات المهنية.
2. مجموعة عمل تتحمل كافة أعباء التخطيط والتنفيذ والإشراف.
3. تنظيمات محلية تقوم بتدعيم الحاضنة.
الخطوة الثالثة: تحليل البيانات الخاصة بالاقتصاد المحلي لتحديد:
1. خصائص مشروعات الأعمال القائمة في المنطقة.
2. حجم نشاط الأعمال في المنطقة.
3. مستويات العرض والطلب المرتبطة بنشاط حاضنات الأعمال في المنطقة.
4. دور المشروعات الصغيرة في السوق المحلي ومدى الاهتمام بهذا النوع من المشروعات والدور المتوقع لها.
5. تحديد نوعية المشروعات التي سوف يتم استضافتها.
6. اختيار وتحديد نوع الخدمات الإدارية التي سوف يتم تقديمها بواسطة العاملين في الحاضنة نفسها، هذا بالإضافة إلى الخدمات التي يمكن الحصول عليها من بعض الجهات الخارجية مثل مكاتب المحاسبة والمحاماة والغرف التجارية ومراكز تنمية المؤسسات الصغيرة.
7. توفير مصادر التمويل للمشروع الجديد أو على الأقل توفير الاتصال مع مصادر التمويل.
وتعتبر اليوم حاضنة الأعمال التجارية التي اطلقتها غرفة تجارة دمشق في إطار نشاطات مركز الغرفة لريادة الأعمال في طليعة الحاضنات غير الربحية والتي تستهدف تعزيز الريادة والعمل الحر والمساهمة في إنجاح المشروعات الجديدة الناشئة.
وسورية اليوم تحتاج لجميع أنواع الحاضنات التي تم ذكرها وتشجيع تأسيس المزيد منها لضمان نشوء مشروعات ريادية صغيرة ناجحة وغير قابلة للتعثر لاحقاً وهي مرتكز أساسي لمرحلة الانتعاش والنمو الاقتصادي المستدام.
دمشق في ٤/٢٢ /٢٠٢٠
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم (77)
كتبه: د. عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية … بقلم الدكتور عامر خربوطلي
أخبار الصناعة السورية:
تشير تحولات أزمة كورونا العالمية إلى أهمية المشروعات الجديدة الناشئة في ظل ركود عالمي هو الأكبر والاوسع ..
و نظرا لتغير النشاطات واعتمادها على العمل عن بعد وربما بصورة إلكترونية أكثر وتركيزها على أولويات جديدة لم تكن في صلب اهتمام أصحاب المشروعات الصغيرة نتيجة تغير العادات الاستهلاكية والادخارية لأغلب الأفراد فإن ولادة المشروعات الناجحة في صلب اي تحرك اقتصادي جديد تحتاجه الدول بعد انتهاء وباء كورونا المستجد …
ان زراعة المشروعات الجديدة تحتاج لتربة صالحة من الدعم والرعاية والتمكين لتصبح قادرة على النمو خلال فترة قصيرة وتمنع عنها احتمالات الفشل والتعثر المبكرة ..
بدون مشروعات جديدة ليس هناك نمو وليس هناك تطور اقتصادي ملموس ……
في بداية ثمانينات القرن الماضي نشأت فكرة جديدة، وهي فكرة مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال فيها فور ولادتهم من أجل تخطي صعوبات الظروف الخاصة المحيطة بهم، وذلك عن طريق تهيئة كل السبل من أجل رعايتهم، وبالتالي فحاضنات الأعمال هي منظومة عمل متكاملة توفر كل السبل لبدء المشروع وتنميته، وتدار هذه المنظومة عن طريق إدارة متخصصة تقدم جميع أنواع الدعم اللازم لنجاح المؤسسات الريادية الصغيرة، حيث تقدم الحاضنة الدعم المالي والفني والإداري للمؤسسات.
وتشمل حاضنة الأعمال عادةً:
• مكان ملائم يمكن استغلاله بواسطة مشروعات الأعمال الناشئة، حيث يشمل هذا المكان مجموعة من المكاتب والوحدات الإنتاجية والمعامل.
• تشترك المشروعات المقيمة في الحاضنة في استخدام بعض مساحات المبنى مثل قاعات الاستقبال وقاعات الاجتماعات والمطابخ والمخازن.
• تستطيع المشروعات المقيمة في الحاضنة الاستفادة من الخدمات الإدارية المشتركة الموجودة في المبنى مثل استخدام التجهيزات المكتبية بتكلفة مناسبة.
• يدار المكان بواسطة مجموعة محدودة ومتخصصة من الأفراد الذين يقدمون النصيحة والتدريب للمشروعات الجديدة، مع تنظيم برامج التدريب المتنوعة.
أما أهداف حاضنات الأعمال:
• تقليل تكاليف بدء النشاط.
• تقليل مخاطر الأعمال المرتبطة بالمراحل الأولى لبداية نشاط المشروع.
• تقليل الفترة الزمنية اللازمة لتنمية نشاط المشروع وتطوير إنتاجه.
• تجنب الأخطاء وتقليل ازدواجية الجهود مما يؤدي إلى ضغط التكاليف.
• إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الفنية والمالية والإدارية والقانونية التي تواجه المشروع.
• زيادة معدلات النجاح وتدعيم الابتكارات وتشجيع الأفكار المتميزة.
• مساعدة المشروعات على التوصل إلى أنواع جديدة من المنتجات أو النشاطات.
أما بالنسبة للمجتمع المحلي الذي تعمل الحاضنة في ظله فيمكن القول بأنها سوف تهدف إلى تدعيم هذا المجتمع من خلال تحقيق الآتي:
• زيادة عدد المشروعات مما يؤدي إلى إنعاش وتنمية الاقتصاد المحلي.
• زيادة فرص العمل وتشجيع الصناعات.
• تدعيم وتشجيع المشروعات التي تحتاج إليها السوق المحلية .
• تشجيع الفئات التي لا تمتلك الخبرات الكافية لإقامة مشروعات الأعمال.
• تسويق الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحث العلمي.
• دعم الجهود التعاونية بين قطاع الأعمال والجامعات ومراكز البحث العلمي وغرف التجارة والصناعة.
ونذكر من أنواع حاضنات الأعمال:
1 – من حيث المكان: هناك حاضنة تقدم المكان وهناك الحاضنة الافتراضية (VIRTUAL INCUBATOR) من خلال الانترنيت.
2 – من حيث التخصص: فهناك حاضنة أعمال عامة، وهناك حاضنة تكنولوجية وأخرى لإعداد الكوادر البشرية.
3 – من حيث الربح: هناك حاضنات تهدف إلى تحقيق الربح تؤسس من قبل أصحاب أعمال كفكرة تجارية، ويعمل هذا النوع من الحاضنات على تحقيق إيرادات نتيجة لاستضافة مجموعة من مشروعات الأعمال مع المشاركة في ملكية هذه المشروعات في بعض الحالات ولا يحصل هذا النوع من الحاضنات على دعم من الجهات الحكومية أو السلطات المحلية ويتم قبول المشروعات في الحاضنة وفقاً لقدراتها على سداد التزاماتها تجاه إدارة الحاضنة لذلك لا يتم عادة وضع اشتراطات للقبول كما لا يتم تحديد حد أقصى للفترة الزمنية التي يبقى فيها المشروع داخل الحاضنة طالما يدفع التزاماته.
وهناك حاضنات لا تهدف إلى تحقيق الربح، وهي نوعان:
• الحاضنات العامة.
• الحاضنات الأكاديمية.
ويقصد بالنوع الأول الحاضنات التي يتم إنشائها بواسطة الجهات الحكومية أو جمعيات رجال الأعمال أو الغرف التجارية.، حيث ترتبط أهدافها بالاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المحلي.
أما النوع الآخر فهي الحاضنات الأكاديمية التابعة للجامعات ومراكز البحوث، وتهدف إلى ربط الجامعات بما تقدمه من دراسات وابتكارات وبحوث للمجتمع المحلي لذلك يتميز هذا النوع بارتفاع مستوى الخدمات والاستشارات المقدمة.
4 – من حيث وحدة وتعدد النشاط: هناك حاضنات يمكن أن تستضيف مشروعات تعمل جميعاً في نفس النشاط أو تعمل في مجموعة متكاملة من الأنشطة المرتبطة، في حين تهدف حاضنات أخرى إلى استضافة مشروعات تعمل في مجالات مختلفة إلا أن الاتجاه الحديث الآن هو نحو إقامة الحاضنات المتخصصة نظراً لما تقدمه من إمكانية تبادل الخبرات.
خطوات إنشاء الحاضنات:
الخطوة الأولى: تحديد أهداف الحاضنة ونوع الخدمات التي تسعى إلى تقديمها لكل من شاغلي الحاضنة والمجتمع المحلي نفسه.
الخطوة الثانية: تنظيم مجموعة عمل تتحمل مسؤولية إقامة الحاضنة، وتشمل:
1. مؤسس رئيسي قد يكون أحد رجال الأعمال إذا كانت حاضنة تهدف إلى الربح أو إحدى الجامعات أو المؤسسات الحكومية أو الهيئات المهنية.
2. مجموعة عمل تتحمل كافة أعباء التخطيط والتنفيذ والإشراف.
3. تنظيمات محلية تقوم بتدعيم الحاضنة.
الخطوة الثالثة: تحليل البيانات الخاصة بالاقتصاد المحلي لتحديد:
1. خصائص مشروعات الأعمال القائمة في المنطقة.
2. حجم نشاط الأعمال في المنطقة.
3. مستويات العرض والطلب المرتبطة بنشاط حاضنات الأعمال في المنطقة.
4. دور المشروعات الصغيرة في السوق المحلي ومدى الاهتمام بهذا النوع من المشروعات والدور المتوقع لها.
5. تحديد نوعية المشروعات التي سوف يتم استضافتها.
6. اختيار وتحديد نوع الخدمات الإدارية التي سوف يتم تقديمها بواسطة العاملين في الحاضنة نفسها، هذا بالإضافة إلى الخدمات التي يمكن الحصول عليها من بعض الجهات الخارجية مثل مكاتب المحاسبة والمحاماة والغرف التجارية ومراكز تنمية المؤسسات الصغيرة.
7. توفير مصادر التمويل للمشروع الجديد أو على الأقل توفير الاتصال مع مصادر التمويل.
وتعتبر اليوم حاضنة الأعمال التجارية التي اطلقتها غرفة تجارة دمشق في إطار نشاطات مركز الغرفة لريادة الأعمال في طليعة الحاضنات غير الربحية والتي تستهدف تعزيز الريادة والعمل الحر والمساهمة في إنجاح المشروعات الجديدة الناشئة.
وسورية اليوم تحتاج لجميع أنواع الحاضنات التي تم ذكرها وتشجيع تأسيس المزيد منها لضمان نشوء مشروعات ريادية صغيرة ناجحة وغير قابلة للتعثر لاحقاً وهي مرتكز أساسي لمرحلة الانتعاش والنمو الاقتصادي المستدام.
دمشق في ٤/٢٢ /٢٠٢٠
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم (77)
كتبه: د. عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية