الأربعاء 26/08/2020
توقعت مديرية زراعة اللاذقية انخفاض إنتاج الحمضيات للموسم الحالي مقارنة بإنتاج الأعوام السابقة، في الوقت الذي كثر فيه الطلب على المادة وانتعش سوقها، خاصة في ظل الإقبال المتزايد للمواطنين على الحمضيات لدورها في مجابهة كورونا.
وقال مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خير بك: “من المتوقع أن يبلغ إنتاج المحافظة من الحمضيات للموسم القادم نحو 592 ألف طناً، مقارنة بإنتاج موسم العام الماضي الذي بلغ 790 ألف طناً”، بحسب تلفزيون الخبر.
وعزا خيربك “أسباب تراجع الانتاج إلى العوامل الجوية والتساقط الجزئي الطبيعي الذي يحدث في حزيران”.
بدوره، أكد مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان “انخفاض الانتاج المتوقع للحمضيات في الساحل السوري بسبب العوامل الجوية التي مرت في أيار الماضي حيث ارتفعت درجات الحرارة ١٥ درجة عن معدلها السنوي”.
وأضاف حمدان: “ارتفاع درجات الحرارة أدى لتضرر بعض أنواع الحمضيات وخاصة أبو صرة الذي كان ببداية عقده”، متوقعاً “تراجع واضح في إنتاج أبو صرة الذي يشكل ٣٠% من الإنتاج الكلي للحمضيات ومن أكثر الأنواع رواجاً للتصدير”.
ورغم التوقعات بتراجع الإنتاج، إلا أن حمدان أكد أن “ثمرة الحمضيات في الموسم الحالي ستكون ذات جودة عالية”، مستنداً في توقعاته “إلى قيام معظم المزارعين بتسميد أشجارهم رداً على الانتعاش الكبير في أسعار الحمضيات خلال الموسم الماضي”.
وأضاف حمدان: “منذ نحو ٨ سنوات لم يقم مزارعو الحمضيات بتسميد أشجارهم لأنها لم تكن مجدية، ومن المعلوم للجميع أن السماد يعطي الشجرة قوة ومناعة ضد الإجهادات”.
وأشار حمدان إلى أن “الارتفاع الكبير في أسعار الحمضيات وخاصة في نهاية الموسم الماضي حيث ارتفعت ٣٠٠%، أوجد هبة نحو الحمضيات فالمزارع الذي كان قلع اشجار الحمضيات واتجه للزراعات المحمية عاد ليزرعها مجدداً بعد أن أصبحت تكلفة زراعة البيوت البلاستيكية تقدر بالملايين”.
وبحسبة سريعة، دلل حمدان بأن “الزراعات المحمية باتت مكلفة جداً، في حين تعد زراعة الحمضيات غير مكلفة فهي لا تحتاج الى مبيدات حشرية وأدوية، وتكلفة كل كيلو حمضيات ١٠٠ ليرة فقط، فيما تم بيع أقل كيلو حمضيات خلال الموسم الماضي ب٥٠٠ ليرة”.
وعزا حمدان “الهبّة وارتفاع الأسعار إلى فتح أسواق التصدير فخلال الموسم الماضي تم تسويق الحمضيات السورية إلى كل من العراق والأردن ولبنان ودول الخليج”.
كما أشار حمدان إلى أنه في “موسم بيع الغراس العام الماضي لم يباع سوى ٣٠% الا أنه وخلال الاسبوعين الأخيرين من الموسم وعندما ارتفعت اسعار الحمضيات تم بيع جميع الغراس وحتى الموجودة في المشاتل الخاصة”.
ودعا حمدان “المزارعين إلى عدم الاستعجال ببيع محصولهم على الأشجار، خاصة الليمون نوع ماير الذي يباع حالياً ب١٠٠٠ ليرة رغم أن نسبة العصير فيه لا تتحاوز٥%”، وأضاف: “نحن لا نستطيع أن نفرض على المزارعين عدم البيع، ولكننا ندعوهم للتأني خاصة أن الموسم ببدايته والأسعار في ارتفاع”.
حمدان الذي أشار إلى “قيام التجار حالياً بشراء الليمون الحامض بغرض التصدير المبكر”، أكد أن “هذا الأمر يسيء لسمعة الحمضيات السورية”.
وأضاف حمدان: “رغم الانخفاض الحاصل في إنتاج الحمضيات في الساحل السوري، إلا أن هناك رضا تام من قبل المزارعين لأن ارتفاع الأسعار سيعوض قلة الانتاج، خاصة أن الانتاج لهذا الموسم يتميز بثمرة ذات جودة عالية لأن حمل الشجرة خفيف وتم تسميدها”.
وبين حمدان أن “حاجة سوريا من مادة الحمضيات في الظروف المثالية هي ٥٠٠ الف طن، فيما الانتاج المتوقع للساحل هو ٨٠٠ الف طن”.
واضاف حمدان:”في عام ٢٠١٠ كانت خطتنا أن يصل انتاجنا من الحمضيات عام ٢٠٢٠ الى ١،٥ مليون طناً، لكن بسبب الحرب الإرهابية وتوجه عدد كبير من المزارعين لقلع أشجار الحمضيات انخفض الانتاج”.
واستدرك: “لكن مع عودة المزارعين الى زراعة الحمضيات والاهتمام بها من المتوقع أن يصل إنتاج الحمضيات في الساحل خلال الموسم القادم إلى مليون ومئتي ألف طن”.