تنطلق في الرابع من الشهر المقبل فعاليات ملتقى رجال الأعمال الخامس في حماة، الذي يرعاه وزير المالية الدكتور مأمون حمدان، وتنظمه مجموعة أورفه لي للاستشارات والتدريب، ودعم من محافظتي حماة وحمص وغرف الصناعة والتجارة في المحافظتين، وتعاون من هيئات الاستثمار والإشراف على التأمين والتطوير والاستثمار العقاري والمصارف العامة والخاصة وجهات القطاع الخاص المهتمة بمشاريع الإعمار.
وطرحت مجموعة أورفه لي، الجهة المنظمة للملتقى، الذي سيعقد على مدار يومين، أفكارا جديدة لتفعيل المشاركة وتحقيق أقصى فائدة منها كتنظيم ورش عمل مختصة مستقلة عن جلسات الملتقى الرئيسة، ما يمكن الجهات القائمة على هذه الورش من تركيز طروحاتها، واستهداف الجهات ذات الصلة بعملها ومشاريعها بشكل دقيق.
وقال المدير العام للمجموعة عبد الوهاب أورفه لي: بعد نجاح المجموعة في إقامة أربعة ملتقيات عقد الأول والثاني في دمشق والثالث في حلب والرابع في اللاذقية، فإنها استكملت التحضيرات لإطلاق الملتقى الخامس، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة الوسطى والشرقية، حيث الحاجة كبيرة لإعمار ما دمرته الحرب، وللتوسع في الاستثمارات المختلفة.
وأوضح أورفه لي أن الملتقى سيطور في نسخته الخامسة فكرة ورش العمل كنشاط مواز لنشاط الملتقى، حيث ستشكل هذه الورش منصة تمكن الجهات العامة والخاصة من مخاطبة جمهورها المستهدف بدقة، كما أنها تستطيع أن تكون من خلال هذه الورش أكثر تركيزا وعمقا قياسا مع جلسات الملتقى، التي تتصف بعمومية الطرح وزخم الحضور والمشاركة، فضلا عن هامش المرونة، الذي توفره للجهات القائمة عليها سواء ما يتعلق بدعوة جهات محددة، أم تحديد المحاور والأفكار التي ستناقشها معهم.
ولقيت هذه الورش، وفقا لأورفه لي، استحسان عديد الجهات التي أبدت تفاعلا معها، وحجزت مشاركات فيها، ومن هذه الجهات المصرف الصناعي، محافظة حماة، محافظة حمص، هيئة التطوير والاستثمار العقاري، شركة الأسطورة للزجاج المقسى، كما أن هناك جهات أخرى قيد الدراسة والمشاركة.
وفيما يشارك في الملتقى رجال أعمال وبنوك وشركات مختلفة، تتحضر الجهات المشاركة لإطلاق مشاريعها وبرامجها بالتزامن مع سعي رسمي وشعبي لإعمار هاتين المنطقتين، إذ تسعى المصارف لحل مشكلة القروض المتعثرة، وطرح صيغ تمويلية جديدة للمشاريع القائمة، أو التي سيتم إعادة تأهيلها، كما ستطرح شركات التأمين منتجاتها المتعلقة بالتأمين الهندسي والصناعي والصحي وتوظيف فوائض أموال شركات التأمين في المشاريع المطروحة.
وتمثل المنطقة الوسطى من سورية (حماة وحمص) عقدة المواصلات بين المناطق المختلفة على امتداد الجغرافيا السورية، وهي لا تكتسب أهميتها من موقعها الجغرافي وحسب، بل من اعتبارها بيئة إنتاجية واستثمارية وخدمية بامتياز، ففي هاتين المحافظتين الكثير من الصناعات، التي اعتمدت طيلة قرون طويلة على الموارد المحلية، سيما المواد الأولية والمحاصيل الزراعية والثروة المائية التي لطالما تمثلت بنهر العاصي، الذي ظل يشكل رئة المنطقة، ويطرب أهلها بأنغام نواعير حماة الشهيرة. ولما كانت المنطقة الوسطى على تماس مباشر مع البادية السورية، فإن أسواقها ومعاملها ظلت تستقطب منتجات ومحاصيل المنطقة الشرقية (دير الزور والرقة والحسكة)، ما ربط هذه المناطق عضويا، وخلق بينها اقتصاديات متكاملة ومنسجمة، لذا فإن أي طرح استثماري في منطقة من هذه المناطق يستدعي بالضرورة ربطها بالاستثمار في المناطق الأخرى.