08-03-2018
لم يعلم حرفيو المنطقة الصناعية في السويداء وأبناء الكار فيها من حدادة ونجارة وتصويج.. كيفية انتشار «الكولبات» غير النظامية في المنطقة والتي فرضت نفسها من دون منازع وخاصة أن أغلب تلك «الكولبات» كانت تعود لأشخاص من خارج المنطقة الصناعية، ما أدى إلى خلق الكثير من المشاجرات والخلافات بين حرفيي المنطقة وأصحاب المقاسم النظامية وبين أصحاب تلك «الكولبات».
وتعود الخلافات لعدة أسباب أهمها ما نتج عن إقامتها من ضيق وتعطيل أعمال التحميل والتنزيل لتلك المقاسم وخاصة أن إقامتها كانت في المساحات الفاصلة بين تلك المقاسم أو في الطرقات الأساسية التخديمية للمنطقة، إضافة إلى منافسة بعضها في الأسعار وخاصة أنها غير ملزمة بدفع ضرائب التخديم من كهرباء وماء ونظافة، وبحسب رؤساء الجمعيات الحرفية (حدادة. نجارة…) يتم تزويد تلك «الكولبات» بالكهرباء عن طريق السرقة من الخطوط الرئيسية للمنطقة.
وطالب رؤساء الجمعيات بإعادة دراسة وسبر دقيق لمالكي المقاسم الحقيقيين في المنطقة والتدقيق في السجلات الحرفية والمهنية لأصحاب المقاسم أولاً و«الكولبات» ثانياً وخاصة مع وجود بعض المالكين في المنطقة لا يمتلكون شهادة حرفية ويؤجرون ما يملكونه من مقاسم بهدف الاستثمار المالي وابتزاز أصحاب الحرف والمهن ممن تعذر تخصيصهم بمقاسم ضمن المنطقة مؤكدين ضرورة الإنصاف في توزيع منطقة التوسع الجديدة للمنطقة الصناعية والمزمع تنفيذها قريبا والتي ينتظرها حرفيو المحافظة بفارغ الصبر.
هذا وأشار رئيس جمعية حرفيي الحدادة غسان جريرة إلى أن «الكولبات» هي من الإشكاليات التي يعاني منها حرفيو الحدادة إضافة إلى نقص النظافة في المنطقة الصناعية وحاجتها القصوى إلى إنارة لأنها تتحول إلى منطقة مهجورة ليلاً.
وأكد هذه المطالب رئيس جمعية حرفيي النجارة غسان مرشد الذي أشار إلى ضرورة تخفيض قيمة أسعار الكيلو واط من الكهرباء لزوم الورش نظرا لما يرتب على الحرفيين من أعباء مالية إضافية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي إضافة إلى ضرورة السماح للحرفيين بتركيب عداد كهرباء منزلي للسكن العمالي في المنطقة وخاصة أنه يسري قانون تحصيل الفاتورة على تلك المساكن ما يسري على الورش والمقاسم الصناعية مع إجماع جميع الحرفيين بضرورة تفعيل دور مؤسسة العمران في إحضار المواد الأولية من حديد وأخشاب لمنع استغلال التجار ووسائل النقل التي تقوم على فرض مبالغ إضافية على المتر الواحد من المواد الواصلة إلى المنطقة من الموانئ السورية والتي تصل إلى ما يزيد على 200 ألف ليرة سورية على حين لا تتجاوز تكلفته الأساسية 80 ألف ليرة وهذا ما ينعكس على المواطن سلباً نظراً لزيادة تكلفته.
من جهته أكد رئيس اتحاد حرفيي السويداء جمال حميدان أن قضية «الكولبات» باتت الهم الأكبر لدى حرفيي المنطقة لافتا إلى أنه تم تسطير كتاب سيتم توجيهه لمحافظ السويداء للعمل على إزالة تلك «الكولبات» لما خلفته من فوضى وخلافات ومنازعات بين الحرفيين والداخلين بشكل غير نظامي إلى المنطقة.
كما أكد حميدان حل قضية انتشار «الكولبات» بشكل جذري بالعمل على إنهاء المنطقة الصناعية التوسعية المحدثة والتي تم الانتهاء من مخططاتها الهندسية والبنى التحتية ضمنها ويكون ذلك بالإسراع في إنهاء إضبارة الاستملاك لدى مجلس المدينة وتوزيعها على الحرفيين علما أن مطالب الحرفيين كافة تم تسطيرها خلال مؤتمرات الاتحاد وتم رفعها إلى المكتب المختص في فرع الحزب وإلى اتحاد الحرفيين العام وأهمها سندات التمليك لمقاسم المنطقة والتي لم يحصل عليها أحد من الحرفيين منذ إقامة المنطقة الصناعية في ثمانينيات القرن الماضي.