أخبار الصناعة السورية:
للحرير السوري سمعة عالمية وشهرة واسعة تاريخياً حيث حاكت أنوال دمشق أفضل أنواع الأنسجة “كالبروكار المقصب، الدامسكو، الشيفون، وغيرها” من الخيوط الحريرية، وحاليا تعمل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي منذ عام 2016 على مشروع وطني لإحياء تربية دودة الحرير يمتد لغاية 2026.
وأوضح الدكتور إياد محمد مدير وقاية النباتات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن الوزارة حالياً تتابع عملية الانتخاب للحصول على بيوض دودة القز وتربية الديدان حتى العمر اليرقي الثالث ليتم توزيعها على المربين مجانا، كما تقوم الوزارة كذلك بالإشراف على عملية إنتاج غراس التوت وتأمينها للمربين وزراعتها في المواقع الحراجية القريبة منهم،
لافتاً إلى العمل على تأمين تجهيزات آلية ويدوية لمساعدة المربين على حل شرانقهم، إضافة إلى تنفيذ دورات تدريبية للمربين والفنيين المهتمين بالحرير والعمل على استيراد بيوض دودة الحرير من كوريا أو اليابان.
من جهته بين الدكتور المهندس هشام الزر عضو الهيئة التدريسية بكلية الزراعة في جامعة دمشق وعضو في المركز الدولي للحرير بمدينة “ليون” بفرنسا في تصريح مماثل أن تربية دودة القز في سورية تراجعت لعدة أسباب أبرزها عدم الاعتناء بالسلالة السورية واندثارها عام 1953، وقطع أشجار التوت واستبدالها بأشجار أخرى مثل أشجار الحمضيات والزيتون، وعدم وجود أماكن مناسبة للتربية بعد التطور العمراني وضيق المساحات الطابقية، وعدم اهتمام الشباب بهذه المهنة، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي أدى إلى توقف استيراد البيوض.
وبالنسبة لأهمية تربية دودة القز ودورها الاقتصادي أوضح الزر أنها من الأنشطة الزراعية الرابحة، وخاصة أن موسم تربية العروة الواحدة لا يتجاوز مدة شهر، كما أن ناتج مخلفاتها يستخدم كسماد ولا يحتاج إلى التخمير، والعذراء منها تعتبر طعما للأسماك، إضافة إلى دورها في تأمين فرص عمل إضافية لأبناء الريف، مشيراً إلى أن تكاليف إقامة مشروع التربية منخفضة ولا يحتاج إلى نفقات كبيرة مقارنة بالمشاريع الأخرى، وخاصة مع السعي لاستيراد الآلات الحديثة من الصين أو الهند، لتطوير عملية استخراج الخيوط الحريرية بميزات ونوعية أكثر جودة.
وأضاف: لتربية دودة القز فوائد أخرى منها صناعة الخيوط الجراحية الطبية والتي لا تحتاج إلى فك، ولا تترك ندبة كونها خيوطا بروتينية طبيعية، وخلال الفترة السابقة تم إعداد خطة لإنتاج الخيوط الطبية في سورية وتأجلت بسبب الحرب، لافتاً إلى أنه يجب التعاون والتنسيق بين جامعة دمشق والمخابر الموجودة لديها ووزارة الزراعة ومديرية البحوث الزراعية والمنظمات والجمعيات ذات الصلة وبعض المربين لتطوير وإحياء هذه المهنة المهمة وإنتاج سلالة محلية متناسبة مع البيئة تغني عن الاستيراد.
وكانت وزارة الزراعة أطلقت عام 2016 المشروع الوطني لإحياء تربية دودة الحرير يمتد على ثلاث مراحل لغاية عام 2026.
سانا _ علياء حشمه