مرة الثالثة يصر صناعيو النسيج والألبسة الحلبيون على الحضور إلى دمشق بأحدث وأفضل ما أنتجوه عبر معرض خان الحرير للأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج ربيع وصيف 2017 الذي اختتم مساء اثلاثاء الماضي في فندق داما روز بعد دورتين العام الماضي.
وشكلت الدورة الجديدة من المعرض الذي نظمته غرفة صناعة حلب نقلة نوعية في زيادة عدد المشاركين من خلال الدعم الذي قدمته هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي وترويج الصادرات والذي وصل إلى 87 مشاركا كان المعرض بالنسبة لهم منصة ليسوقوا إنتاجهم ليس على المستوى الداخلي فحسب بل حتى على المستوى الخارجي وفتح أسواق جديدة عبر العقود التي وقعوها لتصدير منتجاتها إلى عدد من الدول.
ولم يخف الصناعيون خلال لقاءاتهم عدد من المسؤولين من وزارء وعلى رأسهم رئيس مجليس الوزراء الذين حضروا لزيارتهم في المعرض المشكلات التي يعانونها من عدم توفر المازوت والكهرباء بالكميات الكافية اضافة الى استمرار مظاهر السرقة و التعفيش و التي ما زالت قائمة و تاقيرها على عملهم وتنقلاتهم حيث كان المعرض محطة لإيصال أصواتهم
وعتبر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور أديب ميالة أن معرض خان الحرير حقق نجاحا كبيراً من حيث عدد المشاركين ومبيع معظم إنتاج الصناعيين من خلال توقيع العقود سواء مع الزوار العراقيين أو العرب.
وخلال لقائه ممثلي غرفة صناعة حلب لفت ميالة إلى الجهود المبذولة من قبل غرفة صناعة حلب وهيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي وترويج الصادرات بالتعاون مع وزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية.مؤكدا أن الحكومة تدعم الصناعيين بكل الإمكانيات إيماناً منها بقدرة الصناعة السورية على المنافسة العالمية وقال: “نريد أن نصل لمرحلة لا يطلب فيها أحد استيراد الألبسة والنسيج من الخارج أي أن ننافس بالجودة والسعر المنتجات الخارجية من الألبسة”.
ولفت ميالة إلى أن الوزارة بصدد التحضير مع الفعاليات والجهات المعنية لإقامة معرض للصناعات الحلبية في بغداد وستقدم كل الدعم والتسهيلات بما يخص نقل البضائع أو غيرها لإنجاح المعرض وبيع المنتجات مباشرة في السوق العراقية مبيناً أن “التوجه للسوق العراقي يأتي نظراً لأهميته وتناسب احتياجاته مع منتجات الصناعة السورية إضافة إلى التجربة الناجحة سابقاً معه”.
ودعا الوزير ميالة الصناعيين إلى دراسة إمكانية اقامة معرض لمنتجاتهم في الجزائر مشدداً على “استعداد وزارة الاقتصاد لدعم كل الجهود والمبادرات التي من شأنها المساهمة بإعادة اقلاع الصناعة السورية وانتشارها في الأسواق الخارجية”.
وطلب ميالة من الصناعيين إعداد دراسة تتضمن كل ما يتعلق بصناعة الألبسة والمعوقات التي تعترض طريقة العمل مع المقترحات لحلها ليصار إلى معالجتها بأقصر فترة ممكنة داعيا الصناعيين الحلبيين إلى المشاركة الفعالة في الدورة الـ59 من معرض دمشق الدولي وتخصيص جناح كبير للصناعات الحلبية حيث ستقدم الوزارة جميع التسهيلات والدعم لهم.
من جهته أشار رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حلب المهندس فارس الشهابي إلى ميزة “القطاع النسيجي الحلبي بامتلاكه كل حلقات إنتاجه في الغزل والأقمشة والصباغ والألبسة” وخاصة أن الصناعة النسيجية متمركزة في حلب منذ القدم وتوجد خبرات عالية لدى الصناعيين الحلبيين في هذا المجال.
وفي تصريح للصحفيين عقب الاجتماع أوضح محمد الصباغ عضو غرفة صناعة حلب ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي وتذليل العقبات أمام الصناعات النسيجية كونها تشكل 60 بالمئة من الصناعات الموجودة وضرورة إعادة إحياء القطاع النسيجي الذي اشتهرت به سورية حول العالم.
ويرى عبدالله مريواني من شركة ايف المختصة باللانجري والبيجامات أن مشاركتهم في المعرض تأكيد بأن حلب مدينة الصناعة ما زالت تنبض بالحياة مؤكدا أن حلب موجودة والمعرض اكبر دليل على صمودها.. وبحسب مريواني فإنه رغم الظروف الصعبة إلا أن الوضع اليوم أفضل من قبل.
بدوره رأى المهندس نقولا خوري من شركة سيلفر لألبسة الأطفال أن المعرض فرصة حقيقية للبحث عن أسواق وتجار جدد والتوسع بالعمل لافتا إلى أن المعرض شهد إقبالا كثيفا وتمكن المشاركون من عقد صفقات خارجية مع العراق وإيران ولبنان.
ويعتبر علي نعسان من شركة المسار الجديد للشرقيات أن المشاركة في المعرض جاءت لإثبات وجودهم في السوق بعد اعتقاد البعض ولاسيما في الخارج أنهم توقفوا عن العمل بسبب الحرب مؤكدا أنهم مازالوا مستمرين بعملهم لكن ليس بالطاقة الإنتاجية نفسها وأن الهدف اليوم هو” تجديد نشاطنا والتعرف على زبائن جدد”.
وقدمت غرفة صناعة حلب وفق نعسان تسهيلات كثيرة للمشاركة بالمعرض إلا أن جهود الغرفة وحدها كما يقول لا تكفي حيث أن الإمكانيات محدودة ولذلك لا بد من تضافر جميع الجهود مضيفا إن عملهم مطلوب للخارج أكثر من الداخل لكنهم يعانون صعوبة الشحن إذ إن شحن بعض البضائع يستغرق نحو الشهرين إضافة إلى الأجور المرتفعة.
بدوره أشار أحمد ماياتي من شركة مايأتي وشكشك المختصتين بألبسة الأطفال إلى أن المهرجان نقطة تواصل مع الاخرين نتوسع من خلالها للحصول على الزبون الخارجي ولا سيما أن الإقبال على البضاعة الحلبية كبير جدا في الخارج بسبب جودة خيطها وصناعتها.
محمد عطار من شركة كوكي كيتز المختصة بإنتاج ألبسة الأطفال من عمر سنة إلى عمر 16 سنة أشار إلى أن مشاركتهم بالمعرض لتسويق إنتاجهم والحصول وكسب تاجر خارجي معتبرا في الوقت ذاته أن الدعاية الإعلانية للداخل والخارج كانت فقيرة وأن الشركات ” لا تمانع أن يكون الاعلان للدول المجاورة على نفقتها الخاصة”.
بدوره حسن كفرناوي “ملبوسات إن اتش كفرناوي إخوان” أشار إلى أن المعارض بشكل عام فرصة للصناعي والتاجر ومعرض خان الحرير شهد تحسنا كبيرا هذا العام حيث أعاد الألق للصناعة السورية وأعاد ثقة الزبون بالمنتجات الوطنية لافتا إلى أن ذلك انعكس أيضا على ” الزبون الخارجي الذي باتت لديه أريحية بزيارة سورية” ولا سيما بعد أن بدأ الوضع يتجه للأفضل بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري.
وقال كفرناوي إن “البضاعة السورية مميزة ولها مكانة كبيرة لا يستطيع الزبون الخارجي الاستغناء عنها” مشيرا إلى أنه في هذا المعرض “كسبنا زوارا من الدول المجاورة ولا سيما العراقيين الذين كانوا يتسوقون من تركيا حيث أبدوا إعجابهم بالبضاعة السورية المميزة والاسعار المنافسة لدول الجوار”.
من جهته أحمد هنداوي من شركة بور جينز لفت إلى أن الهدف من المشاركة بالمعرض اثبات وجود الصناعة الحلبية مضيفا كنا نمتلك صناعات جيدة قطن مئة بالمئة حاليا نستورد حتى لا نتوقف عن العمل مبدئيا ريثما تعود معاملنا الى العمل.
ووصف هنداوي الإقبال على المعرض بأنه “جيد” لافتا إلى أن “أغلب الصناعيين يعانون اليوم من هجرة اليد العاملة الخبيرة”.
بدوره حسن عجم من شركة العطاء للشحن اشار الى ان مشاركتهم هي الثالثة في المعرض كشركة استيراد وتصدير وقال ” وجودنا رئيسي لأننا نقطة الوصل بين الصناعيين والتجار المشاركين بالمعرض والتجار الزائرين من الدول الشقيقة ” مبينا أنهم كشركة شحن دعوا الكثير من الدول للمشاركة بالمهرجان وكل من تمت دعوته استجاب وزار المعرض.
من جهته التاجر العراقي ابراهيم ميار قال.. نعمل بالتجارة والشحن الدولي والسبب الرئيسي لزيارة المعرض اعادة افاق التجارة بين العراق وسورية بسبب ندرة البضائع السورية وجودتها ورغبة الشعب العراقي بالبضاعة السورية لأسعارها الجيدة وكفاءتها وجودتها العالية مبينا أن الحضور كان أيضا بهدف عقد صفقات وفتح فرع للشحن الجوي بين دمشق وبغداد بانتظار فتح الطريق البري.
ولا زال الامل هو الشراع الذي يتمسك به صناعيو حلب من تنفيذ اجراءات اكثر تشددا لانقاذ صناعتهم وتمكينها كما يحلمون..