19/8/2018
الشركة العامة للصناعات المعدنية «بردى» تعود للعمل، وتخطط لطرح منتجات جديدة، من خلال رؤية تشغيلية واضحة للعمالة ومواقع الإنتاج، والانطلاقة ستكون من أحد مواقع الشركة التابعة لها للقيام بعملية تجميع منتجات مسوقة كالغسالات والأفران والمكانس، حيث تعد شركة بردى من الشركات الرائدة في القطر، ولها تاريخ قديم إذ يكاد لا يخلو منزل من براد بردى، واليوم وبجهود العمال والفنيين والمهندسين تنتفض على الإرهاب، وتعود للعمل من جديد بعد توقف قسري دام سنوات عدة .
نجاح ما بعد الانكسار
المواطن السوري يثق بمنتجات هذه الشركة، ولها في ذاكرته وفي حياته حضور، وعن ذلك ومن خلال جولة بين الناس قال لنا أحمد علي: إن إنتاج الشركة للبرادات يعود إلى عهود قديمة، وهي شركة وطنية عريقة لها ماضيها وحاضرها، وإن المنازل والعائلات كافة كانت تقتني هذه المنتجات، لكن منذ سنوات عدة تراجعت هذه الشركة بشكل ملحوظ لأسباب عدة أولها دخول شركات متعددة منافسة لها، والشركة تعرضت لانكسارات متعددة من قبل الإدارات غير المناسبة، واليوم بعد أن عادت هذه الشركة إلى العمل نتمنى لها التوفيق في العمل، وصناعة أجهزة منافسة في السوق المحلية، كونها لها ميزات متعددة: أولها التقسيط المريح، وثانيها شركة عائدة للدولة، وتقوم بالبيع بأسعار مخفضة عن أسعار السوق.
وتقول السيدة سعاد حسن حول مقتنيات بردى: بداية نتمنى للشركة أن تعود للسوق بقوة نظراً لجودة المنتج والتقسيط المريح والصيانة والأسعار، ونحن كمواطنين نتمنى على الشركة تذليل الصعوبات كافة في العمل والنهوض بالشركة، وعودتها للإنتاج كسابق عهدها، بعد أن دمرت العصابات الإرهابية معاملها وصالاتها، وأكدت أن انتعاش الصناعات السورية مستمر يوماً بعد يوم.
منذ بداية الأزمة تراجعت منتجات بردى لأسباب نجهلها ومؤكد أنها لا تعود للنوعية، فالشركة تميزت بسخاء في جودة ونوعية المستلزمات، ولا بد من استثمار الطاقات والتجهيزات المتوفرة في الشركة العامة للصناعات المعدنية (بردى) لإعادة إطلاق منتجاتها في الأسواق بشكل متطور مستفيدة من اسمها العريق في السوق ومن سمعتها.
غابت “بردى”
يقول صاحب محل تجاري مخصص لبيع الأدوات المنزلية (مهند اسماعيل): أبيع أنواع الأجهزة المنزلية كافة من برادات وغسالات وأفران و.. ماركات محلية لشركات خاصة عدا شركة بردى بسبب توقفها عن الإنتاج، وأكد بأن بردى رابحة مادياً حتى قبل الأزمة، فمسيرة بردى الناجحة بدأت منذ تأسيس المعمل عام 1966 ومع ظهور المعامل الخاصة والشركات الاستثمارية والاستيراد، وبدأت هذه الشركة تنعطف في مرحلة من المراحل شأنها بذلك شأن أغلب معامل القطاع العام، وأكد بأن تراجع بردى لا يعود إلى نوعية منتجاتها والتي تتميز بجودتها من حيث الصاج والبلاستيك والمحركات بل يمكن أن يكون هذا التراجع التدريجي بسبب عوامل مرتبطة بالتسويق أو الإدارة أوتصريف المنتجات وقلة تنوع أشكالها وموديلاتها، وفي ظل التوجه لتصريف منتجات بردى أصبح الموظفون في القطاع العام الحكومي والعسكري هم المعتمد الرئيسي للتصريف وبالتقسيط المريح وفقاً لراتب العامل عبر مؤسسات التوزيع الحكومي والمعروفة مثل المؤسسة العسكرية والسورية للتجارة.
«بردى» .. اليوم
اليوم شركة بردى تقوم من تحت الأنقاض والدمار بهمة عالية لإعادة عجلة الحياة الصناعية إلى البلد بإصرار عمالها وكوادرها حتى تنهض وتعود إلى السوق المحلية منافساً حقيقياً في السوق، لذلك لابد من تأمين الدعم اللازم والسيولة الكافية في ظل اعتمادها الكبير على الكوادر المحلية.
ولمعرفة واقع شركة بردى اليوم حدثنا المهندس محي الدين عيون مدير عام الشركة العامة للصناعات المعدنية (بردى) في دمشق قائلاً:
تعرضت شركتنا للتخريب في مقرها الرئيسي في «سبينة الصغرى» منذ سنة 2012على يد المجموعات الإرهابية المسلحة، التي قامت بتدمير البنى الأساسية للإنتاج كافة، ما اضطرنا إلى تأهيل معمل القوالب في (حوش بلاس) من أجل الدخول في سوق الإنتاج مرة أخرى، حيث قمنا بتأهيل المقر الثانوي بما يحقق القدرة على العودة إلى سوق العمل بجهود وطنية من قبل فنيي الشركة وعمالها الذين أصروا على عودة نبض الحياة إلى شركة بردى وكسر إرادة الإرهاب في إخراجها من السوق بما يحقق تواجد الدولة وفاعليتها في مؤسساتها وشركاتها العامة بما يضمن التدخل الإيجابي في السوق المحلية للأدوات المنزلية وينعكس على المواطن من ناحية السلع المعمرة وتواجدها في كل منزل .
الخطّة البديلة
وعن خطوط الإنتاج والتخطيط والدراسة والمكونات التي من شأنها إعادة الشركة إلى ما كانت عليه في الماضي يقول م. محي الدين:
بالنسبة لخطوط الإنتاج فإن تعرضها للتدمير جعلنا نلجأ إلى نظام / scd/ المجموعات نصف المفككة بحيث يتم تجميع مكونات البرادات والغسالات وبقية التجهيزات المنزلية في المعمل البديل، وعدنا إلى الانطلاق بالإنتاج مع مطلع عام 2015 عبر تجميع مكونات برادات بردى /16 قدماً عادياً/ بيعت بأكملها في السوق المحلية، وهذا أعطانا دافعاً للاستمرار في العملية الإنتاجية ويتم اليوم إنتاج /16 قدماً بابان/ بنوعي الدارة الداخلية والدارة الخارجية، وفي القريب العاجل سندخل إلى السوق عبر منتج الـ /24 قدماً بابان عادي/ بنوعين: دارة داخلية ودارة خارجية، كما قمنا بتجميع مكونات الغسالات /7 كغ ديجيتل شاشة لمسية/ وهي ذات تكنولوجيا عالية جمّعت بخبرات وطنية بالتعاون مع شركة أماندا الصينية حيث طرحت غسالتنا في السوق حديثاً ولاقت الإقبال اللائق من الزبائن مع كفالة نوعية تصل لخمس سنوات.
منتجات جديدة وأسعار مدعومة
وعن أسعار هذه المنتجات وطريقة منافستها لمثيلاتها يقول م. محي الدين:
نحاول أن تكون أسعارنا شعبية تناسب دخل المواطن السوري في المرحلة الحالية بما يحقق التنافسية من حيث الجودة في المنتج والسعر المناسب، وقد تم طرحها في العديد من منافذ البيع في مؤسسات التدخل الإيجابي مثل المؤسسة الاجتماعية العسكرية بفرعيها النقدي والمشروع التعاوني المنزلي، أو من خلال المؤسسة السورية للتجارة وأيضاً استطعنا من خلال المصرف العقاري توقيع اتفاقية بما يضمن تسويق المنتج تقسيطاً للموظفين الذين يوطنون رواتبهم في المصرف العقاري، ونحن نعلم واقع السوق والتنافس القائم فيه في ظل سوق موازٍ، يعتمد التهريب والفوضى ونسعى للتدخل إيجابياً بما يحقق قدرة المواطن على اقتنائه للسلع المعمرة بما يتناسب مع وضعه المادي، فسعر البراد 16 قدماً «بابان دارة داخلية» /149700ليرة/ بينما في القطاع الخاص يصل إلى 215 ألف ليرة.
وسعر برّاد «الدارة الخارجية رولب بوند» 152 ألف ليرة يصل سعره في السوق إلى 235 الف ليرة .
وبالنسبة لسعر الغسالات 7 كغ فهو /159800ليرة/ بينما المماثلة لها في السوق تباع /260 ألف ليرة/ وهذا ما جعلنا قادرين على المنافسة واقتطاع حصة تسويقية هامة في السوق.
ملايين الدولارات لإعادة التأهيل
وحول المعوقات والصعوبات التي تواجه الشركة حدثنا السيد المدير العام:
تواجه الشركة الآن معوقات تتعلق باستحالة إعادة تأهيل خطوط الإنتاج حيث تصل الكلفة إلى ملايين الدولارات وخاصة مع عودة المقر الرئيسي في الشركة بعد الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل في المنطقة الجنوبية وتحرير تلك المناطق من الإرهاب، حيث وجهتنا وزارة الصناعة إلى ضرورة إيجاد البدائل الإنتاجية في المقر المؤقت بما يحقق الجدوى الاقتصادية والقيمة المضافة ما جعلنا نفتح آفاقاً جديدة للعمل تجلت بالشراكة مع شركة أميّة للدهانات بإنتاج السطل البلاستيكي سعة /3 غالونات/ وتحقيق دورة إنتاجية متكاملة بين ثلاثية شركة قطاع عام وهي: سيرونيكس وأمية وبردى، بما يكفل التشغيل والقيمة المضافة.
وأضاف: وأيضاً قمنا بالشراكة مع شركة الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية بإنتاج /1000 طن/ لجائز معدني يحقق إنتاج العديد من الأبراج الكهربائية بما يخدم المؤسسة العامة لتوزيع الطاقة الكهربائية ونحن مازلنا في طور إنجاز هذا العقد بما يحقق الخطة الإنتاجية لعام 2018، كما ونفكر بطرح أملاك لنا للاستثمار بعد أخذ موافقة الجهات الوصائية كمركز صيانة حلب أو مركز صيانة حماة أو شاليهات طرطوس وجاري الإعداد لهذه السلة الاستثمارية بما يحقق العائد للشركة بعد أخذ الموافقات الأصولية، ونحن نعمل من خلال معمل القوالب على إنتاج القوالب المعدنية لقطع التبديل والمنتجات الأخرى، حيث تم التعاون مع الشركة الأهلية للمطاط من أجل صناعة عبوة الكلور لإحدى شركات القطاع العام الكيميائية والعديد من القوالب الأخرى هذه الصناعة الهامة من أجل عودة الاقتصاد الإنتاجي لسورية بما يحقق رفع قيمة الليرة السورية أمام غيرها من العملات الأجنبية .
الروتين و تأثيره على القرار الصناعي
ومن الصعوبات التي تعاني منها الشركة بيـّن م. عيون: بأنها تشمل نقص اليد العاملة الخبيرة في ظل ما تعرضت له البلد من أزمة كان لها مفاعيلها لجهة نقصان اليد العاملة كما أوضحت تقارير وزارة الصناعة الأخيرة حول القوى العاملة والتي بينت من خلالها أن نقص الشباب وارتفاع نسبة العمال الذين فوق الـ45 سنة يهدد الصناعة السورية التي حسب آخر التقارير الدولية تعمل بعشرين بالمئة فقط مما كانت عليه قبل الأزمة عام 2011 بالإضافة إلى دور الروتين والبيروقراطية من التأثير على اتخاذ القرار الصناعي المناسب.
المعارض ملعب دعايتنا
وحول الدعايات الإعلامية والإعلانية التي تخص منتجات الشركة أوضح م.عيون أن القطاع الخاص ينفق الكثير من المبالغ المالية على الدعاية والإعلان التي تلعب دوراً هاماً في تسويق المنتج ونحن نسعى ضمن المتاح من خلال المشاركة في المعارض المحلية والدولية كالتي تقيمها غرف الصناعة والتجارة السورية أو من خلال معرض دمشق الدولي لتحقيق الدعاية والإعلان المناسب أو من خلال تعاوننا مع وسائل الإعلام الوطني عبر الأحاديث الصحفية للإعلان عن منتج جديد، ويلعب المكتب الصحفي في وزارة الصناعة دوراً مهماً في تحقيق الدعاية اللازمة وترويج منتجاتنا، ونوجه الشكر من خلال وسيلتكم الإعلامية جريدة الوحدة للمكتب الصحفي في وزارة الصناعة والمؤسسة الهندسية متمثلة بمديرها التجاري على تعاونهما في هذا المجال..
الديون وقنوات تحصيل قانونية
وعن كيفية تحصيل الديون المستحقة من التجار وعمال القطاع العام والمؤسسات أفاد م. محي الدين:
ديوننا على القطاع الخاص بلغت أكثر من /350 مليون ليرة/ قبل الأزمة ونحن في طور رفع دعاوى قضائية لتحصيلها وفقاً للأصول القانونية والقضائية، أما فيما يتعلق بديوننا على القطاع العام فعلى مؤسسة سندس أكثر من /40 مليون ليرة/ جارٍ معالجتها ضمن إطار فك التشابكات المالية وفقاً لاقتراح السيد رئيس مجلس الوزراء بعد تأسيس المؤسسة السورية للتجارة بما يحقق تحصيل هذه الديون، كما لنا على المؤسسة الاجتماعية العسكرية أكثر من /25 مليون ليرة/ نسعى من خلال التواصل والاجتماعات الميدانية معها لتحقيق التوصل إلى تسوية مرضية في هذا الإطار الذي يلزمه المتابعة الحثيثة وبذل كل الجهود بما يحقق توفير التمويل المادي اللازم للنهوض مع الناهضين في القطاع الصناعي.
بعد أن دمرت العصابات معمل الشركة الكبير في العسالي بريف دمشق وأجبرت العمال على الخروج ليتوزعوا على معامل أخرى، قال المدير العام: إن المعمل اليوم بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل فعمال وفنيّ وإداري الإنتاج «كما علمنا» يبحثون عن مجالات عمل بسيطة ويعتبرها العمال نقطة الانطلاق لعودة تدريجية من خلال تجميع الآلات والقطع المفككة لتصنيع الأدوات المنزلية من جديد وهذه العودة تتيحها ظروف السوق التي تحتاج إلى المنتجات العامة ذات الأسعار المناسبة والنوعية المضمونة.
وحول مراكز الصيانة في الشركة أفاد أحمد الحاج طاهر معاون المدير التجاري في شركة بردى دمشق: نسعى لتحقيق عمليات ما بعد البيع بما يؤمن الخدمة اللازمة للزبائن من حيث متابعة المنتج في المنزل وتأمين الصيانة اللازمة له حيث تنتشر مراكز صيانتنا في مساحة جغرافية مهمة من الأراضي السورية في جبلة واللاذقية وحماة وحلب ودمشق العاصمة بما يؤمن صيانة المنتج بحيث يحقق التسويق المناسب.
وفي النهاية
نستبشر خيراً بأن تلقى منتجات الشركة العامة للصناعات المعدنية بردى من الأدوات الكهربائية والمنزلية إقبالاً من المواطنين والتجار نظراً للتسهيلات التي تقدمها الشركة والتي تتمثل بالتقسيط والمواصفات المميزة إضافة إلى خدمة الصيانة لما بعد البيع وغير ذلك من الخدمات التي تقدمها الشركة لزبائنها.