أخبار الصناعة السورية:
يتساءل مواطنون هل من المعقول أن يصل سعر كيلو لحم الشاورما إلى 150 ألف ليرة؟ الأمر الذي اعتبره مسؤولون شيئاً طبيعياً تزامناً مع ارتفاع أسعار الفروج الحي الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 50 ألفاً بالجملة، والخوف من أن يرتفع سعره أكثر في حال بقيت الخسائر تلحق بموكب أفواج الطيور، والسبب ليس ارتفاع أسعار العلف كما المبررات السابقة وإنما جائحة أدت الى نفوق مئات الصيصان.
فروج مهرب
حمّل المربي أحمد التجار خسارة قطاع الدواجن ووصوله إلى هذه الحال لقلة المربين وخروج أكثرهم من التربية، فهم عندما يتكلفون تربية الدواجن ويقومون بتحميل سعر التكلفة مع ربح إضافي يقوم التجار بطرح فروج مهرب بطريقة أو أخرى في السوق من أجل إلحاق الأذى والخسارة بالمربي، هذا الأمر سبب على عدة سنوات خروج الكثير من المربين من التربية، ما أدى إلى قلة العرض وتالياً ارتفاع السعر، وأشار إلى أن كيلو الفروج الحي يباع حالياً بـ35 ألف ليرة، وهذا قليل برأيه فسعر كيلو العلف يبلغ 14 ألفاً، والصوص يحتاج لـ4 كيلوغرامات أي 56 ألف ليرة، ويبلغ سعر الصوص12 ألف ليرة، أي أصبح السعر 68 ليرة، ناهيك بأجور العمال والتدفئة حيث إن سعر 35 ألف ليرة للكيلو قليل جداً، لكن القوة الشرائية معدومة لذلك لم يرتفع السعر أكثر.
دعم خجول
المربي مازن مارديني أكد أن الصوص كما الطفل بحاجة الى رعاية وتدفئة، وأي خلل في الآلية يمكن أن يسبب له مشكلات صحية، مشيراً الى تعرض بعض الدواجن الموجودة في بعض المناطق لمشكلات صحية أدت إلى حالات نفوق كثيرة، إضافة إلى أجواء البرد الحالية التي تؤثر في الصوص وتجعله عرضة للأمراض لاسيما مع عدم توفر المازوت وغلائه.
وعن ارتفاع أسعار الشاورما بشكل غير منطقي أكد مارديني وجود محال مرخصة سياحياً ومحال شعبية، فالسياحية تقوم برفع سعرها بسبب الضريبة المفروضة عليها ما يؤدي إلى ارتفاع السعر كثيراً واختلافه من محل إلى آخر، وحسب مارديني يجب أن يكون قريباً من المربي ليستطيع إيصال كيفية إنتاج البيضة والفروج، فهذا أمن غذائي للمواطن ويجب أن تكون هنالك مباشرة وتعاون بينهما، لأن المواطن يعتقد أن الموضوع لا يتعدى وجود دجاجة تأكل أي شيء تجده في طريقها وتكبر وحدها وتبيض، ولا أحد يعلم أن 17% من سكان سورية يعملون في قطاع الدواجن حتى نستطيع أن نأكل فروجاً وبيضاً أو سندويشة شاورما، فهذا القطاع حيوي وقوي بدورته المالية و الإعلام والمواطن بعيدان عنه.
وأشار مارديني إلى دور وزارة الزراعة في دعم قطاع الدواجن هذا العام، فقد تم تقديم مساعدة وتسهيلات ومتابعة من قبلها، وتوزيع مازوت زراعي بسعر 2000 ليرة، وتم تفعيل عملية السماح للدواجن غير المرخصة بالتربية من أجل دعم القطاع وهذا كان له دور إيجابي.
جائحة مرضية
معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق محمد البردان أكد أن كل أنواع لحم الفروج من شاورما وشرحات ووردة وكستا ارتفعت أسعارها، وهذا أمر طبيعي بعد ارتفاع سعر الفروج فقد بلغ سعر كيلو اللحم 50 ألف ليرة، والسبب برأيه يعود إلى إصابة ما نسبته 30 إلى 60% من طير الفروج بجائحة ومرض شبيه بمرض الطاعون يدعى (ايكوسال)، مشيراً إلى أن تلك الإصابات أدت إلى قلة العرض بسبب نفوق العديد من الأفواج.
وأرجع البردان ارتفاع سعر البيض إلى السبب نفسه وهو تلك الجائحة، فهذا المرض يؤثر في الصوص فيقتله أو في الأمات البياضة فيقلل من عدد بيضها ما أدى إلى قلة العرض وتالياً ارتفع السعر، مشيراً إلى أنه لولا القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن وعدم قدرته المالية على شراء لحم الفروج حالياً لارتفع سعره إلى أكثر من ذلك، ولم يستبعد أن يرتفع أكثر إن لم تتم السيطرة على تلك الجائحة.
كما ارتفع سعر الفروج بريشه من أرض المدجنة إلى 39 ألف ليرة، وفي حسبة بسيطة لتكلفة الفروج، يبين البردان أن سعر كيلو العلف يبلغ حالياً 8500 والصوص بحاجة الى 4 كيلوغرامات علف، ناهيك بارتفاع سعر الصوص، فقد بلغ سعره اليوم 14 ألف ليرة، هذا إذا لم يكن بحاجة إلى لقاحات وأدوية دائمة تكلف 10 آلاف ليرة على أقل تقدير، أي إن تكلفة كيلو الفروج من دون ربح 33 ألف ليرة، هذا طبعاً في الحالة الطبيعية وعندما لا تتجاوز حالات النفوق 5%، أما في حال وجود حالات نفوق كبيرة فتزيد التكلفة بسبب وجود خسائر كما هي الحال حالياً فقد قدرت خسائر أصحاب المداجن بالمليارات.
وعن ارتفاع سعر الشاورما أكد البردان أن هذا الأمر طبيعي، خاصة أن سعر كيلو لحم الفروج “بعضمه” 50 ألف ليرة بالجملة، وكل كيلو و400 غرام لحم يعطي كيلو شاورما، أي إن تكلفة كيلو الشاورما لا تقل عن 110 آلاف ليرة.
تشرين