أخبار الصناعة السورية:
وسط الحملات الإغاثية الكبيرة بأنواعها المختلفة هناك حملة انتقادات واسعة شنّها جماهير ومشاهير على منصات التواصل الاجتماعي على الصحفي السوري ماجد العجلاني الذي استفزّ بعض الأشخاص بأسلوب عمله لجلب حليب للأطفال في المحافظات المنكوبة وصلت من البعض إلى حدّ التبرّؤ منه وعدّ أسلوبه مسيئاً ومعيباً كما قال البعض”عم يشحد” وأنه يهين كرامة الشعب السوري.
أول تحدٍّ قام به العجلاني كان بتصوير فيديو وإرساله للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي يطلب من خلاله ٥٠٠ علبة حليب للأطفال لتوافق بلطف وتلبّيه بإرسال ١٠٠٠ علبة حليب عوضاً عن ٥٠٠ وانتقل إلى التحدّي الثاني فأرسل فيديوهاً بنفس الطلب للفنانة اللبنانية سيرين عبد النور لترد عليه ردّاً عدّه الكثيرون غير مناسب حيث ردّت: التبرع لا يستدعي تحدّياً، هذا واجبي الذي يعطيني بالمقابل سعادة كبيرة.. كيف إذا كان لأهلي السوريين.. كل ما أستطيع قوله الآن “إن شا الله خير”
البعض عدّ العجلاني يُسبب إحراجاً للفنانات بهذا الطلب خصوصاً في ظلِّ أزمة انقطاع الحليب في لبنان، لكن سيرين عاودت الظهور في فيديو لها وأوضحت دوافع إجابتها وبأنها تعمل بصمت للتلبية وتحب سورية كثيراً ولم ولن تقصر أبداً… كما أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي بدؤوا بتناول الموضوع كنوع من الدعابة حيث وضعوا صوراً لفنانات من لبنان كنانسي عجرم وأليسا وغيرهما مع عبارة: “جهزّوا علب الحليب جاييكن الدور”
لقي العجلاني رغم إثارته للجدل تأييداً كبيراً في الوقت ذاته ورأى طرف آخر من المشاهير والجماهير عمله بغض النظر عن أسلوبه عملاً إنسانياً فعّالاً ولا داعي لانتقاده، بل يجب شكره وتقديره كما أن مَن شجّعه دافعَ عن شخصيته وإنسانيته وأنه لا يحتاج شهرة ويعمل على مدار الساعة بغض النظر عن هذا التحدي ….
أما الصحفي نفسه وبعد أن شاهد الردود المختلفة إزاء عمله ردّ بفيديو مفاده أنه سواء كان أسلوبه صحيحاً أم خطأ فهو على استعداد كامل ليس” أن يشحد فقط” بل أن يحرق الدنيا على حدّ تعبيره مقابل ألّا ينام طفل من دون حليب، وأنه يتمنى ممن يعلّق بشكل سلبي عليه ألّا يضيّع وقته بالتعليق بل أن يذهب للتبرع أو المساعدة بأي شكل للمنكوبين وأكّد نيّته السليمة البيضاء من هذا التّحدي.
وحتى الآن يبقى التحدي الذي يقوم به العجلاني محط جدل، والآراء حوله متصادمة وربما لو نظرنا إليه كحالة فردية أخطأت الأسلوب وأصابت الهدف من منطلق الغاية تبرر الوسيلة ستهدأ الآراء حوله، أما لو نظرنا إليه نظرة سلبية لا يحتمل الوضع الراهن أن ننظر بها ستبقى الانتقادات الشديدة والآراء المنقسمة ملازمة لهذا الصحفي… صحيحٌ إنه يحصد الشهرة وآلاف المتابعين لكنه في المقابل يجمع آلاف علب الحليب للأطفال والكثير من المساعدات الأخرى كما أنه في الميدان متواجد بشكل مستمر للعمل وليس فقط للتحدي.
في النهاية اعتقد أن كل سوري- سواء كان صحفياً أو لا- في هذا البلد الحبيب يتمنّى من كل سوري في هذه البقعة الجغرافية أن يستمرّ في رحلة الحب والتحفيز والملافظ الحسنة وحتى في التوجيه والإرشاد لو أراد ذلك لأي فكرة لديه لكن باللين والهدوء وأن نبقى لطفاء مع بعضنا حتى النهاية حتى يلطف الله بنا… وهنا لا أقصد أبداً أن من انتقده بشدّة لا يمثّل الحب والعطاء والتحفيز…الخ بل إنهم كانوا يستطيعون التعبير عن رأيهم بطريقة أفضل لأنني على يقين تام أنهم حتى لو أخطؤوا في مسيرتهم فلن يتحمّلوا هذا الكم من الكلمات السلبية وستجرحهم العبارات التي تشبه ما قيلت للعجلاني.
تشرين