أخبار الصناعة السورية ـ أحمد سليمان
دعونا بداية نعترف أن هناك نسبة ما من المواد النفطية والتموينية المدعومة تباع في السوق السوداء.. لكن هذه النسبة التي تخرج من آلية التوزيع المؤتمتة عبر البطاقة الالكترونية، لا تشكل ألا نسبة ضئيلة من الكميات الكلية التي يتم توزيعها مدعومة.
فمع قلة الكميات الموردة الى البلاد، وبخاصة المشتقات النفطية وضآلة الكميات الموزعة على الأسر، ومنها مازوت التدفئة – (حر ومدعوم)- التي لا تكاد تكفي- مع التقتير نحو أشهر من أشهر البرد- إلا أن ظروف استيراد النفط الخام ومشتقاته تواجه صعوبات كثيرة أصبحت معروفة للقاصي والداني.
وعودة إلى بدء.. فكميات مشتقات النفطية في السوق السوداء.. وبخاصة من المازوت.. معروفة مصادرها، هي السيارات العامة والخاصة المتوقفة عن تقديم أي خدمة نقل الركاب والشحن، التي تحصل يوميا على مخصصاتها، حيث يوقف أصحابها سياراتهم ويبيعون مخصصاتهم التي تخلق سوقا سوداء.
وما خطوة تركيب أجهزة ال /جي بي إس/ على سيارات النقل العامة في دمشق وفي بعض المحافظات الأخرى، ماهي إلا بداية لتوسيع ضبط توزيع المشتقات في بقية المحافظات، فمن يقدم خدمة النقل يحصل على مخصصاته، ومن لم يقدم لن يحصل عليها، وبذلك سيتم توفير كميات من مخصصات السيارات المتوقفة، وستضمحل كميات المازوت في السوق السوداء، على أن يتم توجيهها إلى المطارح الأكثر حاجة وزيادة وسرعة توزيع مخصصات الأسر من مازوت التدفئة.
فماذا لو لم يكن هناك توزيع مؤتمت عبر البطاقة الالكترونية؟؟ وكانت هذه الكميات تحت أيدي أصحاب محطات الوقود يتصرفون بها كما يشاؤون؟؟ لكانت انقلبت الآية، وتحولت كل كميات النفط المتوفرة في البلاد الى بورصة سوق سوداء، ولن يحصل عليها جزء كبير من محدودي ومعدمي الدخل على أية كميات..
فأتمتة توزيع هذه المواد كما يعرف الجميع هي لإدارة القلة في المواد في ظل ظروف دولية وإقليمية ضاغطة حيث ستمتد الأتمتة إلى كافة القطاعات عبر البطاقة الذكية لإيصال هذه المواد إلى مستحقي الدعم..
توضيح1: لمن يسأل عن توفر كميات البنزين أكثر من كميات المازوت المستخرج من تكرير النفط المستورد – وهذا يختلف من نوع نفط الى أخر- لكن بشكل تقريبي برميل النفط البالغ حجمه 159 لترا، يخرج منه المشتقات التالية: بنزين 70 لترا، ديزل 32 لتر، وكيروسين 15 لترا ، غاز 14 لترا، وقود طائرات 15 لترا, فحم بترولي 5 لترات، وزيت وقود 3 لترات، اسفلت 3لترات ومخلفات..
توضيح2: الغاز المنزلي والصناعي في ظل الحاجة وقلة التوريدات.. فيتم الحصول عليه من مصدرين : أبار الغاز الطبيعي والمتاحة حاليا وكمياته قليلة والكميات التي يمكن تحويله إلى نوع هذا الغاز ويختلف من بئر الى آخر وحسب النوعية إضافة الى جزء من الغاز الناتج عن تكرير النفط.