أخبار الصناعة السورية:
من ينتظر دوره على صندوق أحد فروع المصرف التجاري السوري، وقد حالفه الحظ وكان قبله بالدور أحد أصحاب الأفران، أو محطات الوقود يود إيداع مبالغ نقدية حصيلة عمله في حسابه، ويرى الكتلة المالية الكبيرة التي يستلمها أمين الصندوق للوهلة الأولى فسيأتيه العجب.
كيف سيعد هذه الكتلة النقدية الكبيرة، فتخيل أنه يستلم من محطة محروقات باعت 10 آلاف ليتر بنزين بالسعر الحر على البطاقة الالكترونية، أي سيكون حجم المبيعات 40 مليون ليرة سورية، ومن هذه المبالغ من فئة 500 ليرة أم الطربوش قديمة عشرات الرزم، ومن فئة 200 ليرة أيضاً عدة رزم ، ومن فئة 1000 ليرة قديمة لا أقل من خمس رزم، ومن فئة 500 ليرة الجديدة أيضاً، وبعضها أوراق “تعبانة” لا يمكن عدها بواسطة العدادة، فهل تعلم كم سيستغرق أمين الصندوق من الوقت لعد هذه الأموال واستلامها؟!!.
صدق أو لا تصدق يتم الأمر على الشكل التالي عد الرزم فقط، ومن ثم تخمين كل رزمة هل هي من فئة 100 ألف ليرة أم أقل من خلال خبرته في سماكة الرزمة، ومنهم من يستخدم الميزان لوزن الأموال بالغرامات، وهذا يحدث في المصارف ولدى محلات الذهب وغيرهم.. هذا الواقع ياجماعة فرضه التضخم ومن نتائجه أن المواطن عندما يقبض بعض الأموال يستلم رزمة بقيمة مليون أو نصف مليون أو أي قيمة، ومن ثم يعود إلى منزله أو يسددها ثمن أي بضاعة فينصدم أن هذه الرزمة ناقصة ألف أو أكثر حسب فئة أوراق الرزمة، وهذا يتكرر بشكل يومي في المصارف وشركات الصرافة والحوالات، ومع المواطنين قصص حدث ولا حرج .
صحيح أن بعض المحاسبين يقومون بهذه الأعمال سحب بعض الأوراق عن قصد أو دون قصد، لكن في الواقع وأنا لا أبرر حالة النقص، وهي محرجة جداً لمن يسدد بالرزمة وتكون ناقصة، لكن الواقع ياجماعة أن الكتل المالية الكبيرة تستلزم إيجاد الحلول السريعة , إما التوجه إلى الدفع والتحويل الالكتروني بالنسبة لمحطات الوقود أو المحلات التي تقبض أموالاً كثيرة، أو التوجه نحو طباعة فئات من الأموال جديدة من فئة 10 آلاف ليرة و50 ألف ليرة، والعمل على استبدال هذه الأوراق القديمة والتالفة والفئات القليلة بفئات كبيرة.
من يسمع هذا الكلام يكاد لا يصدق, لكن من يقف على حقيقة الواقع، ويرى أن أمين الصندوق يستلم عشرات الملايين من دون عدها يدرك حجم التضخم الكبير والأعباء الكبيرة من تداول العملة الورقية القديمة، ويسأل عن سبب التأخير في التداول الالكتروني.
الساعة_٢٥: طلال ماضي