أخبار الصناعة السورية:
بسبب سنوات الحرب الطويلة في المدن السورية بشكل عام، بما في ذلك محافظة حلب التي شهدت معارك طويلة على مر السنين الماضية، أدت إلى خروج مئات المصانع والمعامل عن الخدمة، حيث أعاد بعضها وتيرة الإنتاج بشكل محدود وتدريجي، حسب ساعات توافر الكهرباء.
وبالتزامن مع إعفاء مختلف المناطق والتجمعات الصناعية في حلب من انقطاع التيار الكهربائي عن طريق تأمين خطوط معفاة من التقنين للمنشآت الصناعية على مدار الـ 24 ساعة لكافة أيام الأسبوع من دون انقطاع، دعا المهندس حازم عجان مدير المدينة الصناعية في الشيخ نجار، المستثمرين في دول الاغتراب إلى الاستثمار في مدينة حلب الصناعية بعد توفر كل المقومات المشجعة للإنتاج والتحسن الكبير بالكهرباء.
جاء حديث مدير المدينة الصناعية في مستهل مداخلة له خلال ملتقى المغتربين الذي عقد برعاية وزيرة الدولة لشؤون التنمية الجنوبية في خان الحرير بالمدينة الصناعية، مضيفا: إن أعمال مدينة الشيخ نجار تجري بشكل لافت، حيث وصل عدد المنشآت الداخلة في الخدمة إلى اليوم 810 منشآت نصفها دخل حديثا في العمل و50 بالمئة منها هي من استثمارات المغتربين حيث تعد المدينة الصناعية نقطة جذب.
بالمقابل بين المهندس عجان وجود قرارات تحفيزية وتسهيلات لنقل المنشآت الى المدينة الصناعية التي تبلغ مساحتها الكلية / 4412 /هكتاراً وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة حلب بين محوري طريق الباب القديم وطريق المسلمية القديم.
وبيّن عجان في تصريح لصحيفة “تشرين” المحلية أن الواقع الإنتاجي في المدينة الصناعية يسير بشكل جيد ويتحسن تدريجياً عن السابق في ظل تقديم حزمة من الإجراءات الداعمة للصناعة المحلية بغية تشجيع الصناعيين على تشغيل معاملهم بطاقات إنتاجية أكبر، بدليل زيادة عدد المنشآت الصناعية في جميع القطاعات ودخول منشآت جديدة بمختلف القطاعات إلى العملية الإنتاجية، وهذا أمر مبشر ويحمل في طياته مؤشرات إيجابية عن القطاع الصناعي.
ولفت عجان إلى أن إدارة المدينة الصناعية في الشيخ نجار بالتعاون مع الجهات المعنية تعمل بشكل جدي وحثيث على عودة الصناعيين الذين اضطروا خلال سنوات الحرب لنقل معاملهم وأشغالهم إلى العديد من البلدان، علماً أن صناعيين كثرا عادوا إلى تشغيل معاملهم من جديد مع الإبقاء على منشآتهم الصناعية في البلدان التي أسسوا مشروعاتهم فيها، فالصناعي السوري معروف بإنتاجيته ورغبته في تطوير صناعته، لذا يمكن الاستفادة من الخبرات التي اكتسبوها والأسواق التي حجزوا فيها مكاناً للمنتجات السورية.
وبين عجان ان العامل البيئي هو العامل الفصل بهذا الاختيار ، حيث أخذ في الاعتبار عدم تأثير رياح المنطقة المختارة على مدينة حلب وحماية المدينة من آثار التلوث واستغلال الميزات الطبيعية لموقع المدينة الصناعية باعتبارها غير صالحة للزراعة وغير مأهولة بتجمعات سكنية، إضافة إلى طبيعة الأرض التي هي صخرية في أغلبها والتي تساعد على تشييد المنشآت الصناعية بأقل التكاليف.
وفي هذا السياق درس مجلس إدارة المدينة الصناعية في اجتماع له مؤخرا عددا من الطلبات لمستثمرين جدد لافتتاح منشآت جديدة، كما صدق المجلس مؤخرا على دفتر شروط استثمار ل 28 محلا تجاريا في المدينة الصناعية.
ومنذ اسبوع، أكد وزير الكهرباء غسان الزامل في تصريح لـصحيفة «الوطن» المحلية أن المحولات التي ستصل لحلب تباعاً حتى نهاية العام (150) محولة من مقاسات مختلفة تسهم في إعادة الكهرباء لعدد من المناطق التي لم تصلها الكهرباء منذ أكثر من 6 سنوات وأهمها مناطق صلاح الدين والشعار والشيخ خضر وكرم القاطرجي والمشاطية والبلاط والشيخ مقصود وباب النيرب.
حيث تم نقل وإيصال 50 محولة لهذه الأحياء على أن يتم توريد بقية المحولات التي تم تخصيصها لحلب تباعاً حتى نهاية العام الجاري.
كما أوضح الزامل أن حلب تسجل حالة تحسن واضحة في الكهرباء ومعظم برامج التقنين أصبحت ساعتين (تغذية) مقابل أربع ساعات (قطع) بعد أن كانت تصل ساعات التقنين لأكثر من 12 ساعة في العديد من المناطق.
وعن ظاهرة الأمبيرات ومصيرها في حلب اعتبر مصدر في شركة كهرباء حلب أنه مع تحسن واقع الكهرباء ينخفض الطلب على الأمبيرات لكن في العموم هذه الظاهرة (الأمبيرات) مخالفة وشركة الكهرباء غير معنية بها ولا تتدخل في ذلك لكونها خارج مهامها إلا أن هناك حالة استغلال لحاجة الناس للطاقة الكهربائية عبر بيعهم هذه الأمبيرات بأسعار مرتفعة.
مضيفاً أن ذلك لا يسمح بتشغيل أكثر من الإنارة المنزلية وشاشة التلفاز من دون القدرة على تشغيل بقية التجهيزات الكهربائية مثل البراد والغسالة وغيرها وفي حال رغب المستهلك في تشغيل ذلك يحتاج أسبوعياً لشراء أكثر من أمبير وفي المحصلة هي مسألة عالية الكلفة وغير قانونية وتترافق مع حالة إزعاج وضجيج أثناء عمليات تشغيل المولدات في الأحياء السكنية والصناعية وغيرها.
B2B-SY