لكي لا تفقد مبادرات الخير هدفها!!… أحمد سليمان

أخبار الصناعة السورية- خاص:

مامن شك أن المبادرة التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف قبل أكثر من شهر لإطلاق سوق رمضان الخيري بمشاركة الفعاليات الاقتصادية في دمشق وريفها من غرف تجارة وصناعة كان هدفها الواضح هو الوقوف الى جانب المواطنين في هذه الظروف التي تمر بها البلاد من من ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الأساسية وخاصة الغذائية، عبر قيام الصناعيين والتجار والمستوردين بالبيع بسعر الكلفة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.

الجهود التي بذلت كبيرة لتنظيم هذه  الفعالية سواء من قبل وزارة الأوقاف التي فضلت أن تكون هذه الفعالية تحت مظلتها والتي عمل على تنظيمها العديد من رجال الأعمال إما بجهودهم الذاتية أو بمبالغ مالية غير قليلة منهم من فضل عدم ذكر اسمه من أجل أن تخرج هذه  الفعالية بالشكل الأفضل ودون أن يتكبد أي مشارك في هذه الفعالية أي مصاريف.. فقد تم تجهيز المكان وهو أرض مدينة المعارض القديمة بكافة الخدمات اللازمة من بنية تحتية وغيرها إلى جانب توزيع وتقسيم  هذه المساحة على أجنحة تم تجهيزها بالستاندات اللازمة لفرد وعرض البضائع  بشكل حضاري لتكون بمتناول زوار هذا السوق الذي يعد أكبر تظاهرة اقتصادية خيرية مع وجود 250 جناح بيع اضافة الى وجود نحو 100 شركة تنتظر.

التشديد على  تقديم المنتجات بسعر الكلفة أو دون الكلفة كان العنوان الأبرز للسوق الخيري مع وجود لجان تراقب هذه الأسعار التي اعلن البعض من اصحاب الشركات أنها الى انخفاض خلال ايام  السوق مع الاجراءات الحكومية المتخذة في هذا الاتجاه والتي اثمرت في خفض سعر الصرف الى جانب رفع  سعر صرف الحوالات بما يشكل مقاربة لسعر الصرف الموازي وهو يشكل عامل دفع  جديد لخفض أسعار كل السلع في السوق وهو ما يأمله  المواطنون الذين انهكهم رفع الأسعار المتوالي في الفترة الاخيرة دون وجود مؤشر اقتصادي حقيقي لرفع اسعار بضائعهم سواء كانت منتجة محليا او مستوردة كليا أو جزئيا .

ولكي لا تفقد هذه المبادرة وجهتها وهدفها علينا  التدقيق بالأسعار المعلنة والتي لا زالت مرتفعة موازاة بسعر الصرف وبنسبة تزيد بنحو 30 بالمئة عما كان قبل الارتفاع الاخير للسعر الصرف والذي انخفض الى مستوى أو اقل مما كان عليه قبل الارتفاع الأخير..

ولنأخذ سعر لتر زيت دوار الشمس مثالا كان قبل الارتفاع  كان بين 6  آلاف و 6500 ليرة  الان ما زال يباع بين 8 الاف و 7800 ليرة ما يعني ان هذه الأسعار للزيوت النباتية غير حقيقية و لا أحد من هؤلاء اشترى  او استورد مواد أولية  وخاصة معامل الزيوت بسقف سعر الصرف الذي وصل إليه قبل شهر تقريبا  مع الاشارة الى أن المواد الأولية للزيوت وهي معظمها زيوت خام  ممولة بسعر  المركزي عندما كان ب 1256 ليرة  ومع المقارنة بالاسعار العالمية فان سعر الزيت في السوق السورية يصل حاليا وبعد التخفيض إلى أكثر  من ثلاثة اضاف سعره عالميا.. ودعونا نقول ان تكلفته حتى تصل الى سورية وللمستهلك تصل الى الضعف فما هو  اي ان سعر لتر الزيت يجب الا يتجاوز 4 الاف ليرة مع  منح كافة الحلقات التجارية هوامش ربح مجزية.. فهل تدرك وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هذا الأمر أم أنها تصر على محاباة أصحاب المعامل في كل نشرة أسعار تعلنها عبر تخفيض طفيف لتمنح لهؤلاء المبرر للبيع بأسعار ما زالت عالية غير مقبولة!!.. لذا عليها ان تأخذ مؤشرات التسعير بشكل صحيح وتعلن عن سعر مقبول…!!

مبادرة  سوق رمضان الخيري  في دمشق  ليست وحيدة وهناك مبادرات خير في معظم المحافظات والمدن وهذه الجهود المبذولة والأموال المدفوعة من أجل هذه المبادرات يجب أن تصب في صالح المواطنين عبر تخفيض حقيقي للأسعار .. ولتر الزيت مثالا عندما يباع ب6500 ليرة أو أدنى فنحن سنحكم على هذه المبادرات بالنجاح..!!

 رئيس التحرير

أحمد سليمان

 

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen