14-10-2020
لم يكن وضع المؤسسات الحكومية في سورية خلال السنوات العشر الماضية مثاليا على اعتبار تأثرها بظروف الحرب والحصار ما انعكس على تقديم خدماتها ومنتجاتها بشكل أفضل وبما يلبي حاجة جمهورها و أثر على صورتها أو سمعتها الاعلامية أمام هذا الجمهور وزاد الطين بلة سوء الادارة الاعلامية من قبل بعض الأشخاص البعيدين عن الاختصاص وعدم ادراكهم لما يعملون عليه لجهة الدور الحقيقي للإعلام في إيصال الحقيقة.
دعونا ننطلق من مفاهيم أساسية غائبة عمن يديرون الجانب الاعلامي في المؤسسات الحكومية التي تعد وبكل بساطة ملك للمواطنين سواء كانوا من داخل المؤسسات ـ وهو الجمهور المستهدف وهو الجمهور الداخلي ـ أو حتى الجمهور العام وهو متلقي الخدمات و بالتالي فإن كل ما يجري في هذه المؤسسات من أنشطة ومشروعات من حق المواطن أن يتعرف عليها ولو كانت في مراحل الانجاز..
ومن هنا فإن من يدير العملية الاعلامية سواء كانت دوائر أو مكاتب صحفية وإعلامية عليه تقديم المعلومة الدقيقة والصحيحة لهذا الجمهور ، ليتمكن من الوصول إلى قناعة أن هذه المؤسسة تسير بالطريق الصحيح ، مع الأخذ بالاعتبار ان تكون المعلومات دقيقة عبر وسائل الاعلام الرسمية و الخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي ، وأن يصدقك جمهورهك الداخلي قبل الجمهور العام أو عموم المواطنين المستهدفون في النهاية كونهم الغاية من تكوين سمعة اعلامية “نظيفة” لهذه المؤسسات.
لكن ان تلجأ إلى البروباغاندا ( الدعاية الكاذبة) لإنجازات خلبية بمعظمها وإيهام الجمهور أن هذا المسؤول يعمل و ينجز.. هنا الكارثة.. فإن لم تستطع اقناع جمهورك الداخلي وهو مجموعة الموظفين في هذه المؤسسات وهم يعرفون أنه لا إنجازات هناك.. فكيف يمكنك اقناع عموم المواطنين..؟؟؟!!!
وهناك تجربة واضحة للعيان وقعت في إحدى جهات القطاع العام عن انجازات وأرقام و نتائج أعمال وأرباح وغيرها أوهمن الجمهور ان هناك عمل يجري في هذه المؤسسة الحكومية ولكن بالتدقيق ليس هناك أي إنجاز ولا عمل إلا القليل منها و لم يكن سوى سعي لــ “بروظة” هذا المسؤول على أنه يعمل وينجز، وبالتأكيد نتيجة العمل فشل ذريع لمن يديرون المكتب الاعلامي في هذه المؤسسة.. فاستسهال العمل الاعلامي وإداراته أو إي عمل آخر هو مشكلة في حد ذاتها وهذه (البروباغاندا) هي لتغطية شيء ما يحدث في الخفاء، ولن نفترض سوء النية.. فإن من يديرون العمل الإعلامي يتحملون مسؤولية مباشرة ان كانوا يدرون، وغير مباشرة إن كان لا يدرون بما يجري.
فالإدارة الاعلامية للمؤسسات ليست عملية سهلة وليست ميزة و”بروظة “واستحقاق لهذا الشخص أو ذاك ليستكمل “بريستيجه” أمام الناس أو تحصيل حاصل بمجرد أن أدير صفحة فيسبوك أو أي من وسائل التواصل الاجتماعي و ان أنشر الأخبار عليها المنشورة في وسائل الاعلام المنجزة من قبل المكتب الصحفي او الدائرة الاعلامية أو تقريب بعض الإعلاميين واستبعاد أو “تطنيش” الاخرين وليست مكانة لـ “طقطقة البراغي” والترويج لإشاعات تنال من سمعة هذا أو ذاك أو فبركة الاتهامات من أجل الحصول على مكاسب أو امتيازات وإيهام الجمهور الداخلي في المؤسسة أنني أستطيع فعل كل ما يحلو لي بحكم قربي من المسؤول .
في النهاية الإدارة الإعلامية للمؤسسات في هذه الظروف تتطلب عملا دؤوبا وجهدا متواصلا على مدار الساعة وبشكل مبرمج وأكاديمي ـ لامكان لذكرهـا ـ تبدأ من بناء ثقة الجمهور واستعادتها لأنها غالبا ما تكون مفقودة خاصة الموظفين في هذه المؤسسة وانتهاء بعموم الجمهور أي المواطنين كيف لا وهذه المؤسسات تعنيهم كونها ملكا لهم بحكم الدستور.
رئيس التحرير
أحمد سليمان