مخالفات في برنامج الصيانة بمئات ملايين الليرات تتكبدها شركة إسمنت عدرا في تبديل الأجر.. فمن المستفيد..؟؟

أخبار الصناعة السورية:

كتب محمد زكريا :

من جديد تعود الشركة العامة لإسمنت عدرا إلى واجهة الشركات التي يشوبها المغالطات والمخالفات، فبعد تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش الصادر برقم 12/121/10/04ج تاريخ 18 من الشهر الثاني من العام الحالي الذي كشف النقص الفعلي في مادة الكلينكر والبالغة 235 ألف طن بتكلفة مالية تصل إلى 9 مليارات ليرة سورية،  وصولاً إلى إعداد الميزانيات التي ترافقها الشكوك بمدى صوابيتها ولاسيما في ظل اعتمادها على المبيعات دون النظر في الإنتاج والإنفاق الفعلي، ليأتي الدور في ارتكاب المخالفات والتجاوزات على برامج الصيانة لأفران الشركة التي تخالف البرنامج العالمي لصيانة أفران الإسمنت.

وبحسب المعطيات التي حصلت “البعث” عليها من داخل الشركة فإن الشركة قررت إجراء أعمال قص للفرن الأول بتاريخ 9 من الشهر السابع من العام الحالي، وذلك نتيجة وجود بقعة حمراء على المتر 6، وتشير المعطيات إلى أنه وبالكشف على الفرن من الداخل وجد بأن سماكة الآجر (البطانة الداخلة للفرن) الممتدة من المتر 2,4 إلى المتر 11,8 لا تتعدى 5 سم، وهي ضعيفة المقاومة وتحتاج إلى تبديل؛ ولذلك تم طلب تغير هذه المسافة فقط. مع الإشارة إلى أنه تم استبدال نفس المسافة مع نهاية العام 2017، مع التذكير بأن استبدال مقاطع الفرن وحسب الاستندرات العالمية تتم كل عشرة أعوام على أقل تقدير، وهنا يبين خبير في صيانة الأفران فضل عدم ذكر اسمه بأن المقاطع المراد استبدالها للفرن المذكور تتم في حال توفر شرطين؛ الأول هو تأمين مقاطع جيدة للأفران ومستلمة بشكل نظامي، والثاني هو أن الآجر الموجود الحالي غير منتهي فترة التشغيل، وهذا مخالف لما هو قائم في صيانة الفرن الأول حيث أن المقاطع غير مستلمة بشكل كامل من المورد وأما المستلم منه فمخالف لدفتر الشروط.
ومع ذلك فإن للقائمين على مشروع الصيانة في الشركة كان لهم رأي آخر حيث باشروا بتكسير الآجر من المتر 11,8 حتى المتر 20 بالرغم من أن سماكات الآجر ضمن هذه المسافة تراوح ما بين 11-14 سم، وبحسب الاستندرات العالمية لصيانة الأفران فإن هذه السماكات لا تحتاج إلى استبدال على الإطلاق، مع التذكير بأن الآجر لهذه المسافة هي من نوع الألومنيا وهي مرتفعة الثمن حيث تصل كمية الآجر المنزوع لهذه المسافة بحدود 57 طناً بتكلفة تصل إلى 54.3 مليون ليرة، كما تم تكسير 2.4م من مخرج الفرن وهو آجر ألومنيا بالرغم من أن سماكة الآجر فيه تراوح ما بين 17-18 سم وذلك يعادل 16 طناً من الألومنيا، حيث إن تكلفة طن الآجر من الألومنيا لهذه المسافة يقدر بـ1165 يورو، وتكون التكلفة الإضافية 9 ملايين ليرة، ووصل تكسير الآجر حتى المتر 39.40، وبالتالي تكون قيمة الآجر المنزوع حتى هذه المسافة هي 143 مليون ليرة، فيما وصلت القيمة المالية للمقاطع المراد استبدالها إلى 281 مليون ليرة، وتبقى خسارة الإنتاج على أقل تقدير ولمدة العقد 45 يوماً، هي 281 مليون ليرة، علماً أن مدة العقد للصيانة تجاوزت المدة المحددة، وأضاف الخبير أنه من الواضح بأن شركه أسمنت عدرا قد أخذت قراراً منفرداً بقص الفرن دون العودة إلى تقرير shell profile الذى تم أعداده في نهاية 2017 بواسطة شركة متخصصة في هذا المجال.
مدير عام شركة إسمنت عدرا شجاع الأمير أشار إلى أنه لا يستطيع الحديث في الموضوع نتيجة وجود تعميم صادر عن وزير الصناعة يمنعه من الحديث في برنامج الصيانة، مكتفياً بالإشارة إلى وجود أعمال صيانة في الفرن الأول، وأن أعمال القص يتم تنفيذها من قبل الشركة العامة للإنشاءات المعدنية.
مدير الشركة العامة للإنشاءات المعدنية المهندس كمال إدلبي أشار إلى أن الشركة قامت بأعمال مشابهة لأعمال قص الفرن في مشروع نفق سد الخابور قبل الحرب، موضحاً أن الشركة المسؤولة تقوم بأعمال القص بناء على توجيهات اللجنة الفنية المعنية بتحديد التشوهات والسماكات والاهتراءات، مبيناً أن الشركة تعتمد في برنامجها الخاص بصيانة الفرن على قراءات الواقع الفني للفرن وبمساعدة اللجنة المشكلة لهذا الموضوع والمؤلفة من مهندسين وفنيين. عن البعث

طباعة