أخبار الصناعة السورية Industry News
تمادى أصحاب مكاتب وشركات الفوركس الخاصة بالمضاربة بأسواق الأسهم والعملات والمعادن العالمية في أساليب وصولهم إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، لجذبهم إلى التداول في النشاط الممنوع في سورية، وبدؤوا يستخدمون تطبيق «واتس آب» لإرسال رسائل إعلانية للترويج للتداول بالفوركس عبر مكاتب موجودة في العاصمة دمشق، بشكل غير قانوني.
تواصلت «الوطن» مع إحدى الشركات بعد إرسالها إعلان عبر «واتس آب» وصفته بالتشجيعي، يتيح فتح حسابات مصغرة للمواطنين بمبلغ يبدأ بمئة دولار أميركي، لفترة محدودة تنتهي هذا الشهر، وقد بينت الشركة في المحادثة أن الفرصة مشجعة، وأن للشركة التي تعمل من دمشق أصبح لها خادم «سيرفر» خاص بها، مربوط مع البنوك خارج البلد، من أجل فتح الحسابات والتداول.
مع العلم بأن فتح الحساب يتم بإيداع مبلغ المئة دولار عبر صرافين يعملون في السوق السورية، وبعضهم مرخص، إما يدفع بالدولار أو بالليرة السورية مقابل سعر صرف يتفق عليه، بين الزبون الراغب بالتداول، وبين الشركة، بمعنى أن للشركة عدداً من الصرافين تتعامل معهم، وهذا يعني إخراجاً للقطع الأجنبي خارج البلد لفتح الحسابات في البنوك الخارجية، عبر الشركة باستخدام الصرافين.
طبعاً، بعد جذب الزبون بفتح حساب بمبلغ المئة دولار، وفرض القيود على نطاق التداول، يتم إقناعه برفع المبلغ إلى 2000 دولار إذا رغب بالتداول في العملات الأجنبية، وحتى 5000 دولار للتداول بالذهب، مع هامش مغرٍ، بمعنى إمكانية التداول بعدة أضعاف الرقم المودع في الحساب، فيما يشبه المقامرة، وغالباً ما تنته العمليات بالخسارة أو النصب على الزبائن بحسب الحالات التي سجلتها هيئة الأوراق والأسواق المالية المعنية بالموضوع.
وتعليقاً على هذا الموضوع، صرّح رئيس مجلس مفوضي هيئة الأوراق والأسواق المالية عابد فضلية لـ«الوطن» بأن شركات الفوركس في سورية ليس لها عنوان واضح، مبيناً أن السلطات الرقابية تكافح مثل هذه الشركات أو المكاتب، ولا يوجد في سورية ترخيص لممارسة أنشطة الفوركس، وكل ما تقوم به مخالف وهي غير مرخصة ولن ترخص، وهي تعد في إطار أنشطة الاقتصاد الأسود أو اقتصاد الظل، وهو بالتحديد اقتصاد ظل أسود لأن فيها نصباً واحتيالاً.
ولفت فضلية إلى أن القوانين السورية تمنع التداول إلا بالعملة الوطنية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حيازة الدولار ممكنة بوضعه كوديعة، وامتلاكه مسموح، لكن التداول بالدولار ممنوع حتى لو بقيت هذه المبالغ ضمن الجمهورية العربية السورية، لافتاً إلى أن شركات فوركس التي تعمل على إرسال رسائل إعلانية عبر «واتس آب» وتدّعي إنشاء سيرفر خاص بها بدلاً من الاشتراك بالسيرفر الأجنبي، يكون مربوطاً بالبنوك الأجنبية خارج القطر، تظن نفسها أنها ذكية، وهذا وهم وكذب، لأن ذلك لا يتحقق إلا بالارتباط مع سيرفر الخارجي، وطالما الارتباط مع السيرفر الخارجي له نسبة وله أرباح وحصة وبالتالي سيتم إدخال وإخراج الدولار بشكل غير رسمي.
وبين فضلية أن آثار نشاط الفوركس مضر بالمواطنين لأن من يعمل بالفوركس بالنهاية هو الخاسر، إذ إن النصب والاحتيال بالفوركس يتم عبر التلاعب الزمني بثوانٍ ما بين ما تراه على الشاشة وما يحدث حقيقة، مثلاً ممكن أن تشاهد أن سعر الذهب منخفض ويكون هو مرتفعاً والفاصل الزمني بين الانخفاض والارتفاع ثوانٍ وسرقة الثواني هذه هي النصب والاحتيال.
وختم فضلية بالقول إن شركات الفوركس غير معلنة، وهي مختفية عن الأنظار، والجهات المعنية والرقابية ضبطوا الكثير من الحالات التي تتعامل بالفوركس خلال الفترة الماضية، ووصل عدد الحالات التي تم ضبطها إلى 15 حالة، وعند ضبطها تتم مصادرة أجهزة الكمبيوتر، وإحالة الأشخاص إلى القضاء، لافتاً إلى أن هناك تساؤلات ترد إلى هيئة الأوراق المالية للاستفسار عن نقاط معينة تتعلق بالتعامل بالفوركس، وتم معالجتها عن طريق محامين في الهيئة.
