في السياحة أذرع تنفيذية وتجهيزات وبرامج ورقابة وقائية.. ورفع للغرامات قريباً

2017-11-25

نحو 876.855 سائح مبيت أوروبياً وأمريكياً فقط، بلغ عدد من أقاموا في الفنادق السورية عام 2009، رقم يُعدّ قليلاً إذا ما قورن بأعداد سياح المبيت من الجنسيات السابقة الذين قضوا ليلة واحدة في الأردن وعددهم 1.280.273 سائح مبيت أوروبياً وأمريكياً، أي بزيادة مقدارها 46% عن مثيلهم في سورية للفترة نفسها. ومن هذه الأرقام يتبيّن لنا مقدار الضعف الحاصل في استقطاب سياح المبيت الأوروبيين والأمريكيين الذين يفضلون بشكل أساسي الجودة العالية للخدمات المقدمة في الفنادق التي سيقيمون فيها. إنه مؤشر من المؤشرات التنافسية التي تلعب الجودة عاملاً فيه، والذي كان وغيره من المؤشرات في العام المذكور، دافعاً بوزارة السياحة آنذاك لإطلاق البرنامج الوطني للجودة في المنشآت السياحية عام 2010 من خلال تطبيق الجودة في 10 محاور ومنها المنشآت، والمحيط السياحي، وتعزيز البيئة النظيفة في المطاعم والفنادق والكوادر.

تذكر..

لكن دخول سورية الأزمة بداية العام 2011 أفقدها الكثير مما اشتُغل عليه طوال سنوات عدة وتحقق في قطاعنا السياحي، حيث تقدمت سورية في الترتيب الدولي كدولة سياحية إلى المرتبة 71 بعد أن كانت في المرتبة 76 من أصل 181 دولة، وبلغ الإنفاق السياحي في الاقتصاد الوطني خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2009 أكثر من 151 مليار ليرة سورية مقابل 139 مليار ليرة للفترة نفسها من عام 2008. وبحسب تقارير رسمية وصلت ‏مساهمة السياحة في إجمالي الناتج المحلي في العام 2008 إلى 11%، كما ساهمت في 23% من القطع الأجنبي المحقق في الاقتصاد الوطني.

حافز

أرقام وإنجازات لم تعكس مقدار ما نمتلكه من مقومات سياحية، لكنها كانت حافزاً لوزارة السياحة كي تعيد إطلاق البرنامج الوطني للجودة العام الماضي 2016، وذلك بهدف الارتقاء بجودة العمل في المنشآت السياحية والوصول بالمنتج السياحي إلى المعايير العالمية، إلاَّ أن النتائج لم تكن بالقدر المأمول منه، لذلك وتكاملاً مع مشروع تطوير جودة المنتج السياحي السوري وتحديث الإدارة السياحية، تمّ إطلاق أعمال  ورشة عمل صناع الجودة العرب للجودة السياحية لتأهيل متخصصين في “تفتيش وتدقيق جودة وسلامة الغذاء في منشآت الطعام والشراب” وفق أنظمة ISO 22000 وHACCP ومنهاج ومعايير منظمة IRCA الدولية، الاثنين الماضي واختتمت أمس الخميس، وذلك بالتعاون ما بين وزارة السياحة وصناع الجودة العرب –أكاديمية صناع الجودة الفندقية- في مقر هيئة التدريب السياحي والفندقي بدمر.

بالتزامن

وزير السياحة المهندس بشر يازجي، اعتبر أن الورشة تُعدّ جزءاً من البرنامج الوطني للجودة الذي أطلقته الوزارة بالتزامن مع القرارات الجديدة التي تنظم عمل المنشآت السياحية، إضافة إلى الاستمرار بتدريب الكوادر لرفع سوية الأداء للمؤسسات والتزامها بمعايير الخدمات والجودة التي تقدم للمواطنين، كاشفاً عن تعزيز مديرية الخدمات والجودة السياحية بتجهيزات وبرامج لتطبيق الضبط الإلكتروني قريباً، إضافة إلى تطبيق الرقابة الوقائية القاضية بتقديم النصائح لأصحاب المنشآت السياحية ضمن جولات واضحة يتمّ فيها تقييم عمل المنشآت والتأكد من التزامها بالمعايير العالمية للجودة، لافتاً إلى أنه سيتم رفع الغرامات على المخالفات لتكون رادعة من أجل تقديم خدمات وجودة أفضل، وخاصة مع تحسّن الأوضاع وعودة الكثير من المنشآت للعمل، داعياً المنشآت الفندقية والسياحية إلى أن تبدأ بالتجديد لإعادة الألق للنشاط السياحي.

الرقابة بـ”الهاسب”

من جهته بيّن مدير الخدمات والجودة في وزارة السياحة المهندس زهير أرضروملي، أن الورشة تأتي ضمن خطة الوزارة في رفع سوية الخدمات المقدّمة في المنشآت السياحية وضمن البرنامج الوطني للجودة الذي أطلقته في عام 2016، وتضمنت محاوره تدريب وتأهيل العاملين في وزارة السياحة سواء بالقطاع الخدمي أو الفني والرقابي وبالوقت نفسه رفع سوية العمل في المنشآت السياحية، مضيفاً أنه يتمّ تعزيز كفاءة العاملين في الوزارة وخصوصاً الكادر الرقابي لمراقبة مستوى الخدمات والجودة المقدمة في المنشآت السياحية، منوهاً بأن الشيء المهمّ اليوم هو التدريب على عمليات الرقابة باستخدام نظام الهاسب haccp الخاص بتحديد المخاطر للغذاء وربطه ببرنامج إدارة الجودة السياحية، وصولاً إلى تطوير العمل الرقابي في المنشآت السياحية من خلال مراقبة مدى محافظتها على المعايير المؤهلة والمصنّفة وفقها وحسن تقديم الخدمات فيها والعاملين لديها بما يضمن التحسين المستمر لها والوصول بالنهاية إلى إرضاء الزبائن.

فرق متخصصة

الجدير ذكره أن هذه الورشة تأتي لإبراز الأهمية الكبرى لمنظومة البنية التحتية للجودة السياحية في سورية، وتعزيز برنامج جودة وسلامة الغذاء في منشآت الغذاء ودعم القطاع السياحي في سورية، بهدف توفير الدعم المعرفي والمعايير الدولية لتأهيل فرق عمل متخصّصة بتدقيق جودة وسلامة الغذاء في منشآت الطعام والشراب وفق المعايير الدولية، ومن شتى الجهات المتخصّصة في الإطعام والشراب بالقطاعين العام والخاص، ليكونوا ذراعاً تنفيذية قادرة على المساهمة الفاعلة بنهضة الجهات التي يعملون لديها.

رواد الجودة

تبني وزارة السياحة لهذه المبادرة والمساهمة فيها ودعمها والاستفادة منها ومشاركة كوادرها وكوادر كافة المؤسسات التابعة لها وبمنحة مقدمة من صناع الجودة العرب، ينطلق من سعيها لتأهيل مئة مدقق ومفتش جودة سياحية وسلامة الغذاء، وذلك استجابة لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية للاطلاع على عمليات التحديث والقياس للأداء الحكومي وليكونوا قدوة ورواد الجودة السياحية في سورية.البعث

طباعة