لم يكن البلاغ الذي صدرته رئاسة مجلس الوزراء القاضي بالتزام جميع جهات القطاع العام شراء احتياجاتها من مادة الدهان من شركة أمية كافياً لحل مشكلة التسويق التي كانت على مدار عمر الشركة، ولا زالت العائق الرئيسي في عملها، لتعاود رئاسة المجلس تكرير البلاغ مرات عديدة مضيفة إليه بنداً جديداً بأن تتضمن دفاتر الشروط الفنية شراء مادة الدهان من شركة أمية في حال عاهدت الجهة العامة إلى متعهد خاص، لكنّ أحداً لم يلتزم بهذه البلاغات لتبقى منتجات الشركة المطابقة لجميع المواصفات بانتظار تسويقها بأي شكل ممكن..!
الشركة العامة لصناعة الدهانات “أمية” بقيت على مدى سنوات الأزمة تعمل بالرغم من وقوعها في منطقة الغوطة الشرقية، لكن معاناتها الحقيقية حسب ما أكده لنا عماد شتيوي مدير عام الشركة لم تتوقف على قلة تسويق منتجاتها، إذ إن ضخ كميات هائلة من الدهانات المهربة عن طريق لبنان والمخالفة للمواصفات وبيعها بأسعار منخفضة مقارنة بالدهانات ذات الجودة العالية نافس القطاعين العام والخاص، إضافة إلى ضيق مقر الشركة الذي منعها من شراء كميات كبيرة من المواد الخام، ناهيك عن تسرب عدد كبير من عمال الشركة نتيجة الظروف الأمنية الصعبة التي كانت تعاني منها، كما أن هناك مجموعة من الصعوبات التسويقية تؤدي إلى انخفاض الطلب على المنتجات، منها منح إجازات استيراد لمواد الدهانات انعكس سلباً على الإقبال على المنتجات المحلية، منوهاً إلى أن المنتج المحلي يضاهي الأجنبي بالجودة وبسعر أقل، فجميع هذه الأسباب أدت لتراجع العملية الإنتاجية وعدم تنفيذ كامل الخطة الإنتاجية خلال الأعوام السابقة..!
منافسة غير نزيهة
لم تستطع الشركة تصريف أي منتج لها خلال الربع الأول من هذا العام نتيجة الأحداث التي كانت تجري حولها، وبالتالي بقي إنتاجها في أرض الشركة، لكن تم وضع خطط كثيرة للنهوض بواقع عمل الشركة لخصها لنا شتيوي بوجود دراسة جاهزة لإنشاء معمل لتصنيع المواد الأولية تجنباً للاستيراد، لكن العقبة تكمن في البحث عن مقر هذا المعمل بحيث نضمن قربه من المقر الرئيسي للشركة، كما وضعت الشركة خطة إنتاج 700 ألف غالون من كافة أنواع الزيوت لهذا العام مقسمة على 300 ألف غالون دهانات مائية، و400 ألف غالون دهانات زيتية وصناعية، مع الاستنفار التام للشركة لتلبية متطلبات مرحلة إعادة الإعمار. إلقاء اللوم وبين شتيوي أن الشركة استطاعت تحقيق مبيعات بقيمة 312.77 مليون ليرة سورية، حيث بلغ عدد الغالونات المبيعة 77405 غالونات على رغم منافسة القطاع الخاص للشركة بطرق غير نزيهة، واللجوء لأساليب ملتوية ليتمكن من جذب أكبر عدد ممكن من المستهلكين.
وألقى شتيوي اللوم الأكبر على بعض مؤسسات القطاع العام التي تلبي احتياجاتها من مادة الدهان عن طريق القطاع الخاص، الأمر الذي انعكس سلباً على الشركة، ولم يخفِ شتيوي حاجة الشركة إلى الدعم الحقيقي ولجميع شركات القطاع العام الذي يشكل العماد الأساسي للنهوض باقتصادنا في مرحلة إعادة الإعمار.عن البعث