صناعيو حلب في معرض دمشق الدولي.. حكايا صمود ومشاركة مميزة تثمر عن توقيع عدة عقود مع دول عربية

لأن مدينتهم تسمى عاصمة الصناعة السورية اكتسبت مشاركة الصناعيين الحلبيين في معرض دمشق الدولي بدورته الحالية أهمية خاصة لكونها تأتي مع بدء عودة دوران عجلة الإنتاج في حلب نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري وتتويجا لصمود أهلها وحفاظهم على صناعاتها التي بقيت قائمة رغم كل ما تعرضت له المدينة من استهداف إرهابي ممنهج.

وتمتد مشاركة الصناعيين الحلبيين في معرض دمشق الدولي على مساحة “3656” مترا مربعا واستحوذت الصناعات النسيجية على المساحة الأكبر وهي “2364” مترا مربعا نظرا لما تمتاز به حلب من انتشار واسع لهذه الصناعة والتي يؤكد علاء الدين مكي مدير شركة “مكي” لصناعة ملبوسات “اللانجري” ماركة “لها” أنها ما زالت تتميز بـ “الجودة والأسعار المنافسة بالنسبة للدول المجاورة”.

ويحرص صناعيو حلب على المشاركة في جميع المعارض وأهمها اليوم معرض دمشق الدولي “لاستمرار تسويق المنتج السوري” وفق مكي الذي يبين أن شركته شاركت قبل ذلك في معارض بالعراق ولبنان والجزائر وهي تقوم بالتصدير لعدة دول عربية وأوروبية أولها العراق الذي يستورد نحو 65 بالمئة من منتجات الشركة إضافة للكويت والسعودية والأردن واصفا المعرض بأنه “مهرجان يمثل انتصار سورية والصناعيين السوريين بشكل عام”.

ويرى مكي بأن “حضور الوفود الخارجية للاطلاع على المعرض جعلته ناجحا” بالنسبة للصناعيين الذين كانوا يواجهون مسألة خوف الزبائن من القدوم إلى سورية بسبب الوضع فيها مبينا أنه “خاطب زبائن الشركة للقدوم حيث اطلعوا على المعرض وشاهدوا أن سورية بخير”.

استمرار الإنتاج رغم كل الظروف كان شعارا لصناعيي حلب الذين تضررت معاملهم جراء الاعتداءات الإرهابية ومنها معمل “مكي” في المنطقة
الصناعية الذي انتقل بعد تدميره وسرقته من قبل الإرهابيين بحسب مديره إلى “فتح ورشات صغيرة في الأقبية السكنية للمحافظة على المنتج والصناعة الحلبية والتأكيد على أننا باقون هنا مهما حصل” لافتا إلى أن الصعوبات اليوم تتمثل “بتأمين الكهرباء وعدم افتتاح المطار الدولي حتى الآن” وبالنسبة لأمين جنيدي من شركة “سي 3” لتصنيع ألبسة “اللانجري” فإن المعرض حقق المطلوب منه و”سيكون أفضل في السنة القادمة” مشيرا إلى أن شركته أرادت من المشاركة إيصال رسالة للعالم بأننا في سورية أقوى مما تتصورون وهذه الرسالة وصلت من خلال الوفود الخارجية التي زارت المعرض وشاهدت أن السوريين ما زالوا يعملون وينتجون.

 

ويبين جنيدي أن معمل شركته بدأ بالعودة إلى المنطقة الصناعية بالليرمون واليوم يتم استكمال ذلك بعد أن كانت الشركة تواصل العمل من بعض المشاغل الصغيرة في الأحياء السكنية كي لا تتوقف لافتا إلى أنه “عقد خلال الأيام الماضية عدة صفقات مع الجزائر والأردن بينما أتى عدد من الزبائن للاطلاع على أن يتم تثبيت الطلبيات بعد المعرض”.

 

ويشير وسيم الإدلبي من شركة “النابلسي لصناعة العباءات” إلى أن شركته أثبتت جدارتها وأن مشاركتها في المعرض اليوم جاءت لتدعم وتؤكد أنها مستمرة بالإنتاج والتصدير بدعم من اتحاد المصدرين مبينا أنه تم خلال الأيام الماضية توقيع 18 عقدا بينها 3 مع تجار من ليبيا و6 من الجزائر
و6 من العراق إضافة إلى عدد من تجار السوق السوري الداخلي.

محمد رسلان من شركة “رسلان إخوان” لصناعة الألبسة الجاهزة الذي افتتح ورشة للخياطة في الرمل الشمالي باللاذقية يصف الأمور اليوم مع معرض دمشق الدولي بأنها “ممتازة” ولا سيما مع الزبائن من العراق والأردن ولبنان وتجار دمشق بينما يشير جان حايك من شركة “جان أند جون” إلى أهمية رؤية الزبائن والتجار وهذا الحضور الكبير في المعرض.

حايك وبعد أن شرح عن المنتجات التي يقدمها معمله في منطقة الميدان بحلب من “فساتين وتوينزات وبلوزات وغيرها” يبين أن أبرز الصعوبات التي
يواجهها هي في مسألة الشحن والتي تتطلب السرعة في “إعادة فتح مطار حلب الدولي” داعيا إلى زيادة عدد ساعات تزويد الكهرباء للمدن الصناعية لتشجيع الصناعيين على العودة إلى العمل.

مشاركة صناعيي حلب لم تقتصر على القطاع النسيجي بل شملت كل القطاعات ومن بينها قطاع الصناعات الكيميائية بمساحة 298 مترا مربعا ويشير المهندس محمد فتوح من شركة “فتوح للعطور والتجميل” المصنعة للكولونيا منذ عام 1958 إلى أن معمل الشركة على أطراف المدينة القديمة في حلب تعرض للاعتداءات الإرهابية ولأضرار كبيرة إلا أن الشركة استطاعت إعادة بعض الآلات إلى العمل ومتابعة تطوير منتجاتها ولا سيما الخاصة بالعناية بالشعر.

ويلفت فتوح إلى الصعوبات التي تواجه شركات صناعة منتجات التجميل وخصوصا فيما يتعلق بإغلاق باب استيراد المادة الأولية لكريم صبغة الشعر والتي “يتم اليوم الالتفاف عليها من خلال استيراد المواد الأولية بشكل شبه محضرة” داعيا إلى “فتح بند لاستيراد المادة الخام لكريم صبغة الشعر لأنه عندما توقف خط استيراد المادة الأولية فأنت بذلك توقف المعمل وخط الانتاج والعمال وينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي”.

وفي جناح سيدات أعمال حلب الممتد على مساحة 158 مترا مربعا تشير سهام اسطور من سيدات أعمال غرفة صناعة حلب إلى أنها تريد من مشاركتها المتمثلة بالأشغال اليدوية وتجهيزات العرائس إضفاء لمسة خاصة تظهر قدرة اليد العاملة السورية المبدعة رغم أن البيع ليس كما هو متوقع لأن التكلفة تجعل الأسعار مرتفعة بينما تبين سوزيت موصلي أنها تشارك للمرة الأولى بالصناعات اليدوية المشهورة في مدينة حلب.

وتشارك السيدة رباح قازان بالألبسة الجاهزة من “المحير والولادي” وتقول بعد أن “تدمرت ورشتنا في خان الجمرك اضطررنا للبدء من الصفر وأخذنا ورشة صغيرة في السريان الجديدة بمدينة حلب وبدأنا بالعودة” مؤكدة أن حلب بدأت تتعافى وستعود كما كانت.

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen