يعتمد فلاحو محافظة الحسكة بشكل كبير على محصول القطن وبشكل خاص للتعويض عن الخسائر التي قد تحدث لموسم الحبوب اضافة الى الاجراءات الحكومية الاخيرة التي حددت اسعار مناسبة تترك هامش ربح مجز.
ووفق الاحصاءات النهائية لمديرية زراعة الحسكة زرع خلال الموسم الجاري نحو 8600 هكتار في جميع مناطق الاستقرار الزراعي وهى مساحة مضاعفة عن المساحات المزروعة فى المواسم السابقة وذلك جراء تحسن الاوضاع وفتح الطرقات وحالة الامان التى كان له الدور الاكبر في اعادة الفلاح لأرضه.
ورغم فتح الطرقات بين المحافظة وباقي المحافظات وسهولة تسويق القطن الى محالج المنطقة الوسطى الا ان الفلاح لا يستطيع التسويق خارج المحافظة ولا سيما ان بعض المليشيات المسلحة تمنع الفلاحين من نقل الانتاج خارج الحدود الادارية ليجد الفلاح نفسه مضطرا لتسويق محصوله الى مراكز افتتحوها ليقوموا ببيعها لوسيط ينقلها بدوره الى محالج المنطقة الوسطى وبذلك يخسر الفلاح السعر التشجيعي ويحرم من مكافاة اجور النقل.
ويقول مصعب العلى فلاح من الحسكة.. //رغم قلة الانتاج خلال الموسم بسبب الاصابات الحشرية التى ضربت المحصول الا ان الغالبية من المنتجين يريدون تسويق انتاجهم الى محالج المنطقة الوسطى ولا سيما ان الطرقات امنة والسعر مغر لكن المليشيات المسلحة تمنع ذلك وانا مضطر لبيع محصولي لهم بالسعر الذى يحددونه وهو ادنى بكثير من السعر الذى حددته الحكومة للشراء هذا الموسم//.
ويضيف دهام.. ان تسويق محصول القطن بات مشكلة جديدة تضاف الى المشاكل
والصعوبات التى تعترض عمليات الزراعة وخاصة فترة التسويق كون المليشيات
تمنع نقل او اخراج القطن المحبوب لموسم 2017/ 2018 خارج الحدود الادارية
والتحكم بكامل الكمية المنتجة.
ويشير المزارع دهام الى ان الاسعار التشجيعية التى حددتها الحكومة لا يستفيد منها فلاحو الحسكة نهائيا كون المستفيد هو التاجر الذى يقوم بشراء الاقطان من الميليشيات التى تشترى الاقطان من المنتجين بالسعر الذى تحدده وفى احسن الاحوال يتراوح بين 270 الى 280 ليرة للكيلو الواحد علما ان السعر الرسمى لكيلو القطن الواحد 350 ليرة ومنح 60 الف ليرة عن كل طن يتم ايصاله الى محالج المنطقة الوسطى اى ان خسارة الفلاح تقريبا 110 ليرة عن كل كيلو غرام قطن.
واستغرب الفلاح خضر المحمود عدم موافقة الجهات المعنية على فتح مراكز لشراء وتسويق الاقطان في المناطق المستقرة اسوة بمراكز تسويق الحبوب في مدينة القامشلي الامر الذي سيخفف الكثير على الفلاحين ويشجع عملية الزراعة ويسهم بتوسع المساحات المزروعة خلال المواسم القادمة.
بعض الفلاحين اعتبروا ان زراعة القطن باتت هما يؤرق المزارعين في المحافظة بعد ان تأملوا خيرا مع عودة الامن والاستقرار وفتح الطرقات داعين الى ضرورة ان يعود الدور الريادي للجهات المعنية لمساعدة الفلاح على التوسع بالزراعة من جديد وتقديم الدعم وعدم ترك الفلاح لأطراف اخرى تتحكم به كما تريد بالقوة.
من جانبه رئيس اتحاد فلاحى محافظة الحسكة ذياب الكريم اكد فى تصريح لمراسل سانا ضرورة فتح مراكز لتجميع وشراء الاقطان بجانب مركز الثروة الحيوانية بمدينة القامشلى ولا سيما انها منطقة امنة لانهاء معاناة الفلاحين خلال موسم التسويق وعدم تركهم فريسة لأطراف أخرى لتستغلهم.
وطالب الكريم بالاهتمام بمحصول القطن ولا سيما ان المحصول خلال الموسم الحالي تعرض لآفة حشرية ادت الى أضرار تراوحت بين 40 الى 70 بالمئة مشيرا الى ان هذه الحشرة /دودة اللوز الشوكية الامريكية/ جاءت من الاراضي التركية ولم تفلح الجهود في مكافحتها كون المبيدات مهربة وغير مجدية.
من جانبه مدير محلج الحسكة المهندس محمود عيشة بين ان الكميات المسوقة الى محالج المنطقة الوسطى من الاقطان لهذا الموسم بلغت 18 الف طن وصل منها 14 الف طن وباقي الكمية ستصل تباعا وذلك عن طريق مورد خاص لافتا الى ان دورهم في عمليات التسويق ينحصر فقط في تسهيل الامور من خلال تزويد الناقل بأسماء سائقي سيارات الشحن وارقام الياتهم وقطع تذكرة مرور لكل سيارة من مكتب نقل البضائع في الحسكة وبين عيشة اهمية افتتاح مركز لشراء وتجميع الاقطان في مدينة القامشلي او في مدينة الحسكة الامر الذى سيخفف الكثير من معاناة الفلاح.
واشار معاون مدير الزراعة والاصلاح الزراعي المهندس رجب السلامة الى ان زراعة محصول القطن خلال الموسم توسعت بشكل كبير مقارنة مع المواسم السابقة ولا سيما بعد استقرار الاوضاع وحالة الارتياح وزيادة أسعار الشراء المحددة من قبل الحكومة منوها الى ان مساحة القطن المزروعة خلال الموسم الحالي ثبتت عند 8600 هكتار بينما بلغت المساحات خلال الموسم الماضي 1740 هكتارا متوقعا ارتفاع المساحات المزروعة خلال المواسم القادمة.
عن سانا