أخبار الصناعة السورية:
قال رئيس حزب الوطن التركي ” دوغو بيرينشيك ” إن التصريحات الأخيرة لرئيسي تركيا وسوريا بشأن التعاون بين البلدين لها قيمة لأنها تبشر بتطورات مهمة ليس على مستوى منطقتنا وحسب، بل على المستوى العالمي.
إن تحقيق وحدة الأراضي السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد له أهمية لا تؤثر على مستقبل سوريا فحسب، بل على مستقبل المنطقة والعالم أيضا.
المبادرة التي ستهزم هدف الولايات المتحدة الأمريكية في تأسيس إسرائيل الثانية المسمّاة “كردستان”.
مؤكداً في حديث صحفي: إن وحدة الأراضي السورية تعني أيضاً وحدة أراضي تركيا والعراق وإيران. أظهرت التجارب منذ حرب الخليج عامي 1991 و2003 أن الهدف المركزي للثنائي الأميركي – الإسرائيلي الصهيوني في المنطقة هو إقامة دويلة إسرائيل الثانية المسمّاة “كردستان”.
ولهذا الغرض أقاموا بارزانيستان في شمال العراق بإملاءات من الاحتلال الأمريكي. ومن أجل ربط بارزانيستان بشرق البحر الأبيض المتوسط، أثاروا أزمة في سوريا بعد عام 2010. وحاولوا بمساعدة حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب فتح ممر أمريكي إسرائيلي في شمال سوريا. كما استخدموا لهذا الغرض التنظيمات الإرهابية المتعصبة، مثل داعش، التي تستهدف الدول الإسلامية تحت راية الإسلام.
كما دعموا الأعمال الإرهابية في تركيا، في كافة المجالات وبكل الوسائل، بهدف إشعال النار في حزب العمال الكردستاني وجعل ديار بكر مركزاً لإسرائيل الثانية. ومؤخراً، حاولوا تنفيذ عمليات إبادة جماعية ضد فلسطين. ونحن الآن على وشك اغتنام الفرصة لإحباط هذه المبادرة التي تسعى إليها الولايات المتحدة وإسرائيل منذ 34 عاماً، أي منذ عام 1990.
الجبهة الممتدة من البحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط إلى بحر العرب
رئيس حزب الوطن التركي قال في حديثه : أما الجبهة التي تمتد من شمال العراق وسوريا إلى فلسطين، فهي في الواقع تمتد من شمال البحر الأسود إلى مضيق هرمز وبحر عمان. وعلى هذه الجبهة الواسعة، تقاتل روسيا الإمبريالية الأمريكية على الجبهة الأوكرانية. بينما تحارب تركيا بالسلاح التنظيمات الإرهابية حزب العمال الكردستاني وداعش الانفصاليين، والتي تسميها الولايات المتحدة “قواتي البرية”، سواء في الداخل أو عبر الحدود، وتواجه التهديد الأمريكي في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف : تقاتل سوريا من أجل سلامة ووحدة أراضيها ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل. وتخوض فلسطين حرباً بقيادة حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأما اليمن فإنه يقاتل ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بالسلاح. وتقوم إيران بقمع محاولات الانتفاضة الملونة التي تتمحور حول الولايات المتحدة وإسرائيل وتأخذ دعمها منهم، وتقاتل على نفس الجبهة مع فلسطين
محور خطر الحرب العالمية: شرق البحر الأبيض المتوسط
حاليا، هناك مراكز صراع ساخنة في العالم بين الشراكة الأمريكية الإسرائيلية ومن جهة والجبهة الإنسانية من جهة أخرى. وأهم نقاط هذا المحور هي شمال البحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة المحيط الهادئ.
ففي شمال البحر الأسود، تمتلك روسيا العزم والقرار على استخدام حتى الموارد والإمكانات النووية لصالح وطنها وتمسك زمام المبادرة بيدها. النزعة القومية المتصاعدة في أوروبا تقف إلى جانب روسيا ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي منطقة المحيط الهادئ ومضيق تايوان والساحل الكوري، ليس لدى الإمبريالية الأمريكية أية فرصة لهزيمة جمهورية الصين الشعبية. وتقع هذه الجبهة مباشرة على ساحل الأراضي الصينية وهي بعيدة جداً عن أراضي الولايات المتحدة الأمريكية. إن التكاليف التي تفرضها قدرة الصين على المقاومة على الولايات المتحدة مرتفعة للغاية.
بيرينشيك تابع حديثه قائلا : يبدو أن شرق البحر الأبيض المتوسط هو المنطقة التي تستعد فيها الولايات المتحدة لحرب كبرى. في الواقع، الحرب مستمرة في هذه المنطقة، سواء على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية، أو على الأراضي السورية، أو من خلال حرب تركيا ضد الإرهاب. تعلن الولايات المتحدة عن نيتها من خلال القواعد العسكرية التي أنشأتها على ساحل بحر إيجه في اليونان وفي جنوب قبرص. وتتجه سبطان بنادقها نحو تركيا وسوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن البحرية الأمريكية ركزت مؤخراً على بناء قوة بحرية جاهزة للحرب في البحار المغلقة، ونقلت قواتها من المحيط الهادئ إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
كما أن التطبيقات البحرية ذات السيناريو الانتقامي، مثل “نوبل دينا” و”نيمسيس”، التي تنفذها الولايات المتحدة وإسرائيل واليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط، بأسماء مأخوذة من التوراة والأساطير اليونانية، تحدد أيضاً التهديد الذي نواجهه. في ظل هذه الظروف، إذا لم نقم بإنشاء جبهة مقاومة في شرق البحر الأبيض المتوسط من شأنها أن تردع الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن حجم التهديد سيزداد. إن خطر اتساع الجبهة في شرق البحر الأبيض المتوسط وامتدادها إلى شمال البحر الأسود ومناطق جغرافية أوسع يهم البشرية جمعاء
تركيا وسوريا دولتان رئيسيتان على خط المواجهة الأمامية
رئيس الحزب التركي أكد : إن تركيا وسوريا دولتان على خط المواجهة في النضال من أجل الإنسانية ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية. ومما لا شك فيه أن فلسطين تقع حالياً في مركز خط المواجهة هذا. كذلك الأمر تقع روسيا والعراق ولبنان وإيران واليمن ودول إقليمية أخرى أيضاً على خط المواجهة هذا.
إن التصريحات الأخيرة للرئيس السوري السيد بشار الأسد والرئيس التركي السيد طيب أردوغان، التي تشير إلى التعاون بين البلدين، تشمل المسؤولية في الخطوط الأمامية وكذلك تتضمن المسؤولية الوطنية.
إن التعاون المسلح بين تركيا وسوريا ضد المنظمات الإرهابية الانفصالية والمتطرفة التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل هو مفتاح السلام في المنطقة والعالم. وبطبيعة الحال، ينبغي أن يحدث هذا التعاون في جميع المجالات، ولكن المطلوب التركيز عليه الآن هو التعاون في المجال العسكري. لأن المنظمات الإرهابية الانفصالية والمتطرفة التابعة للولايات المتحدة الأمريكي مسلّحة، بالإضافة إلى أنه يوجد بينها قوات مسلحة أمريكية وإسرائيلية
شروط انتصار التعاون السوري التركي مناسبة
الظروف مناسبة ومواتية. سلطنة الدولار الأمريكي تشهد انهياراً. إن الولايات المتحدة تتعرض للهزيمة في كافة المناطق، من أفغانستان وغزة إلى أميركا اللاتينية. الإمبريالية الأمريكية منقسمة على نفسها داخلياً، والقوى العدوانية للإمبريالية الأمريكية آخذة في التراجع. وفي الولايات المتحدة، تتصاعد القوى التي يقودها ترامب، والتي تدعو إلى الانغلاق على الذات تحت شعار ” أمريكا أولاً”. تظهر أمام الولايات المتحدة انقسامات حادة قد تؤدي إلى حروب داخلية.
والأهم من ذلك هو أن وزن الإنتاج العالمي يتحول نحو آسيا. لقد تشكلت في العالم قوى عسكرية تعمل على موازنة القوة الحربية للولايات المتحدة الأمريكية. إن الدولة الفلسطينية وشعبها يقاتلون ببطولة نادراً ما شهدها التاريخ. كما أن المقاومة التي تبديها دول مثل تركيا وسوريا وروسيا وإيران واليمن تحقق نجاحاً ملحوظاً ضد تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل الصهيونية. كما تتحدى الصين التهديد الأمريكي في مضيق تايوان، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في المحيط الهادئ. وفي أوروبا، وخاصة في دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، تستلم الأحزاب القومية المناهضة للولايات المتحدة السلطة أو تتقدم باتجاهها. الناتو ينهار، والإمبريالية الأمريكية تفقد حلفاءها حتى داخل الدول الأطلسية.
نموذج تم اختباره
بيرينشيك أكد في حديثه أن التعاون التركي السوري يلعب دوراً رئيسياً في تعاون دول المنطقة. لقد حقق تعاون دول المنطقة نجاحاً كبيراً في التاريخ الحديث. تم اختبار التعاون التركي الروسي في القوقاز وتم ضمان سلامة أراضي أذربيجان. كما تم فصل أرمينيا عن الهيمنة الأمريكية، ولم يعد للولايات المتحدة أي أرض لتطأها قدمها في القوقاز. وأيضاً حال تعاون تركيا والعراق وسوريا وإيران وروسيا دون محاولة إقامة ما يسمى “كردستان” المستقلة من خلال استفتاء في شمال العراق. لا توجد قوة في المنطقة يمكنها أن تقف ضد التعاون العسكري بين تركيا وسوريا وروسيا وإيران.
مكاسب التعاون العسكري بين تركيا وسوريا
وبرأي بيرينشيك يعمل التعاون السوري التركي على:
– تطهير الشمال السوري من التنظيمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية الموجّهة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ويحافظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية. سترفع بعض التنظيمات الإرهابية الراية البيضاء أمام هذا التعاون، وسيتم تطهير التنظيمات الأخرى وتصفيتها بالسلاح. وسيمهد هذا التعاون الطريق أمام تطهير الأراضي السورية من القواعد الأمريكية، وتحرير الأراضي السورية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
– تهيئة الظروف لملايين المواطنين السوريين الضيوف في تركيا للعودة إلى وطنهم والعمل بأمان. وسيتم تعزيز تقاليدنا التاريخية المتمثلة في الصداقة والتعايش السلمي في مواجهة القوى التي تقودها الإمبريالية والتي تحاول خلق العداء والفوضى بين بلداننا وشعوبنا بشأن قضية اللاجئين.
– تعزيز أمن تركيا. وبما أنها قامت بتطهير الأراضي السورية والعراقية من التنظيمات الإرهابية باتجاه تركيا، فلا حاجة لتركيا للاحتفاظ بقوات مسلحة على حدودها.
– إن القضاء على المنظمات الإرهابية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وإسرائيل من شأنه أن يوفر دعماً كبيراً للمقاومة الفلسطينية.
– يعزز موقف روسيا ضد الإمبريالية الأمريكية على الجبهة الأوكرانية ويكون فعالاً في التقدم نحو النصر.
– يخلق الظروف المواتية لجمهورية الصين الشعبية لتوحيد وطنها بضم تايوان. فهو يعرض الولايات المتحدة لخطر استخدام القوة على جبهات متعددة بعيداً عن أراضيها.
– سيوجه ضربة قوية لأمريكا وإسرائيل.
– يوحد دول المنطقة من روسيا إلى إيران واليمن.
– يلعب دوراً حاسماً في إنشاء جبهة إنسانية تمتد إلى الصين.
– يعمل على منع توسع الحرب في المنطقة، بل يمنع من وقوع حرب عالمية، فهو يفتح الباب للسلام الإقليمي والعالمي. الموقع التاريخي لتركيا وسوريا في الحضارة الآسيوية الصاعدة
رئيس حزب الوطن التركي بشر بأن:
عالماً جديداً يجري تأسيسه. وقال: لقد وصلنا إلى نهاية العصر الأطلسي. حضارة جديدة تنبثق من آسيا. إن التصريحات الأخيرة لرئيسي تركيا وسوريا تحمل قيمة فتح أبواب الحضارة الجديدة الصاعدة من آسيا إلى بلداننا ومنطقتنا. لقد كانت تركيا وسوريا مركزين لإمبراطوريات عظيمة عبر التاريخ، كما أنهما منطقتان جغرافيتان تكملان بعضهما البعض. إن الاستراتيجية الحتمية لتركيا وسوريا هي تثبيت مواقعهما المشرِّفة في الحضارة الآسيوية الصاعدة. وبالإضافة إلى ضمان سلامة أراضينا وإيجاد حل دائم لأمننا، علينا أن نتكاتف للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي نواجهها مع ثورة الإنتاج.
تقاسم الشجاعة والإصرار من أجل التصدي للمهمة التاريخية التي حان وقتها
بيرينشيك ختم حديثه بالقول: يتحدّث حزب الوطن منذ سنوات عن ضرورة تشكيل جبهة في منطقتنا، من البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط إلى مضيق هرمز وبحر عمان، ضد التهديد الأمريكي والإسرائيلي. ولا يمكن لتركيا ضمان سلامة الوطن وحماية أمنه وتحقيق أهدافها الوطنية إلا من خلال تموضعها في هذه الجبهة وبسياساتها التي تخدم وحدة هذه الجبهة. وفي هذا السياق، دَعَوْنا إلى التعاون في كافة المجالات مع النظام الشرعي في سوريا، بقيادة الرئيس بشار الأسد، والآن حان الوقت لذلك.
سيفتح التعاون بين تركيا وسوريا الطريق أمام دول منطقتنا للتموقّع على نفس الجبهة، ابتداءً من دول البحر الأسود إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر عمان، وسيقدم خدمات جليلة لمستقبل البشرية.
نتمنى النجاح الكبير للسيد بشار الأسد والسيد طيب أردوغان في تحقيق هذه المهمة التاريخية. إن شجاعتهم وإصرارهم ستشعل شجاعة وإصرار الأمة العربية السورية والأمة التركية. ونحن ننظر إلى هذه العملية بأمل وثقة ومستعدون للوفاء بواجباتنا التاريخية.
سيريا ستيبس
اقرأ أيضاً: المرشح فهد درويش.. ابن سورية.. كما عرفناه.. صاحب الرؤية الاقتصادية والفكر الاستثماري العصري ..
صفحتنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/1462259130470900?ref=embed_page
قناتنا على التلغرام: https://t.me/syrianindstrynews