بهدف تعزيز برامج استمرار البناء والتحديث وتوفير الخبرات والتدريب المعتمد دوليا للمؤسسات الوطنية نظم بيت الخبرة /صناع الجودة العرب/ بالتعاون مع وزارة الصناعة ومع المعهد الوطني للإدارة العامة /إينا/ وشركة المتين اليوم مؤتمرا حول نظم الاعتماد وتدقيق المطابقة وفق المعايير الدولية في فندق بلو تاور بدمشق.
ويهدف المؤتمر أيضا إلى تعزيز قدرات الكوادر السورية المؤهلة والكفوءة من المدققين المعتمدين في مجال تدقيق أنظمة إدارة الجودة ومواصفات /أيزو/ ونظم الاعتماد واستثمارها في التحديث المؤسساتي بالقطاعات الاقتصادية و الخدمية.
وفي كلمة لوزير الصناعة المهندس أحمد الحمو الذي يترأس مجلس إدارة المركز السوري لخدمات الاعتماد ألقاها بالنيابة عنه معاونه الدكتور جمال العمر أوضح أن تنمية ثقافة الجودة أولوية استراتيجية للصناعة السورية التي يجب أن تتطور باستمرار لتكون منافستها حقيقية من خلال نوعية منتجاتها وحسن تقديمها وعرضها على المستهلكين مشيرا إلى أن الجودة “ثقافة فكرية وأسلوب حياة ترتكز على قيم انسانية وتربية عامة ومعاملة يومية”.
وأكد الحمو ضرورة إدخال وتطوير مفاهيم الجودة الشاملة إلى الاقتصاد الوطني “لأن الاهتمام بجودة انتاجنا يسهم في زيادة الطلب الداخلي عليها ويقلل من حجم المنتجات المستوردة من الخارج ويزيد من فرص تصديرها إلى الأسواق الدولية” لافتا إلى أن تطبيق معايير الجودة الشاملة يسهم أيضا في تحسين آفاق نمو القطاعات الاقتصادية ويزيد من اندماجها في حركة التجارة والانتاج والاستثمار العالمية.
وأشار إلى أنه لا يمكن ان تتم عملية الانتاج وفقاً للمواصفة العالمية إلا إذا كانت عمليات القياس صحيحة ونتائج الاختبارات والفحص موثوقة “وهذا يتطلب توفير الخدمات المناسبة للمؤسسات في مجال التقييس وإعداد المواصفة المناسبة والقياس وإصدار شهادات المطابقة للمنتجات لضمان جودة المنتجات التي نستخدمها محلياً أو نقوم بتصديرها إضافةً إلى تأمين عمليات التفتيش المناسبة حتى نضمن دخول منتجات صحية وآمنة إلى أسواقنا ونحمي حقوق المستهلك”.
وفي كلمة اتحاد غرف الصناعة السورية أكد أمين سر غرفة صناعة حمص علي الأحمد أهمية التشبيك بين جميع الجهات الحكومية ومنظمات قطاعات الأعمال والقطاعات الخدمية للتشبيك فيما بينها لنشر ثقافة الجودة على مختلف المستويات وترسيخها للحفاظ على جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات والمؤسسات الوطنية ومطابقتها للمواصفات والمعايير الدولية لتسهيل دخولها الأسواق الدولية.
بدوره أكد عميد المعهد الوطني للإدارة العامة الدكتور فواز حموي أن نشر ثقافة الجودة وتعميمها من صلب اهتمام المعهد نظرا للدور الموكل إليه في تخريج الكوادر الوطنية المؤهلة التي ترفد المؤسسات و الجهات الحكومية لافتا إلى التعاون القائم والمستمر من المعهد الوطني للإدارة العامة /صناع الجودة العرب/ في تزويد متدربي المعهد بالمعلومات اللازمة في مجال إدارة الجودة الشاملة وبما ينعكس إيجابا على العمل الذي يكلفون به بعد تخرجهم من المعهد.
من جهته أشار المدقق الدولي المعتمد حسان الحموي رئيس مجلس إدارة بيت الخبرة /صناع الجودة العرب/ إلى الاستمرار بتوفير كل الخبرة والتدريب للمركز السوري لخدمات الاعتماد ولكل الجهات الاعضاء فيه لتعزيز قدراتهم ببناء منظومة اعتماد قوية ومرجعية ومعيارية ومساندتها لاكتساب العضويات الإقليمية والدولية لهيئات الاعتماد.
وأعلن الحموي عن “تقديم منحة ممولة من صناع الجودة العرب لتأهيل وتدريب 100 مدقق مطابقة سوري وبشهادة معتمدة من هيئة المدققين و المفتشين الدوليين /إيركا/ ” وذلك انطلاقا من المسؤولية الوطنية لتقديم الخبرة والدعم العلمي ولتدريب فريق واسع من كوادر الهيئات الحكومية و الخاصة.
بدوره بين مدير عام مركز إياس الأكاديمي لنظم إدارة الجودة مهند توتونجي أن اعتماد معايير الجودة خطوة مهمة في التأسيس لمرحلة إعادة الإعمار بهدف تسريع وتبسيط دخول الشركات الموثوقة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية لكونها تحقق شروط الاعتمادات الدولية معتبرا أن ذلك يعد مؤشرا إيجابيا في التعامل معها بغض النظر عن وجود تجربة سابقة.
وبين توتونجي أن عملية الاختيار تقوم على حساسية المنصب بالنسبة للقطاع العام فكلما زادت حساسية المنصب وفعاليته من حيث الجودة كلما حصل على نقاط إضافية لصالح الاعتماد في حين الاختيار قائم في القطاع الخاص على ترشيح الهيئات والكوادر الإدارية.
من جهته أشار المستشار المعتمد في صناعة الجودة لاعتماد معايير الجودة حسام الشيخة إلى أهمية منحة /صناع الجودة العرب/ لتأهيل و تدريب 100 مدقق سوري بهدف اعتمادهم كمدققين سوريين دوليين مهمتهم الأخذ بيد الشركات المساهمة في مرحلة إعادة الإعمار وتوفير الكادر البشري كمرحلة أولى تليها مرحلة إدخال مفاهيم الجودة موضحا أن عملية اختيار الكادر البشري تقوم على معايير الكفاءة العلمية والشخصية للمدقق وقدرته على تلقي المعرفة ونقلها لحيز التطبيق وفق اختبارات نظرية وعملية.
وتم خلال افتتاح المؤتمر تقديم عدد من شهادات التقدير لعدد من الخبراء والمستشارين السوريين في الجودة تكريما لجهودهم في نشر ثقافة الجودة وتقديم الخدمات للعاملين في حقل الجودة والمؤسسات السورية.
و بحث المؤتمر بمشاركة العديد من خبراء واستشاريي الجودة موضوعات تناولت هيئات الاعتماد الوطنية والدولية وأنماطها واختصاصاتها وبناها التحتية وتسلسل المصداقية الدولية واتحادات الاعتماد ومتطلبات الممارسات الامثل لتحليل نتائج التدقيق والتفتيش والتقييم في الاداء المؤسساتي ومتطلبات التوثيق وإعداد أدلة نظم الاعتماد المعيارية وفق مواصفات ال / إم إم إس/.
كما ناقش المؤتمر معايير الاعتماد المؤسسي والتعليمي والطبي والصحي وقواعد السلوك المهني في تدقيق المطابقة للمعايير الدولية وفق معايير هيئات الاعتماد ومنظمة /أيزو/ والدليل الارشادي 19011 وتحليل وتخطيط مشاريع تطبيق متطلبات معايير /أيزو 17025 / و/أيزو 17021/ لاعتماديات منح شهادات المطابقة وشهادات مختبرات المعايرة والفحص والاختبار.
أحمد سليمان