3-07-2018
تبدو الهمة لإنتاج دورة مختلفة واستثنائية لمعرض دمشق الدولي هذا العام عالية كسابقاتها، فعلى الرغم من أن التحضيرات الدسمة للحدث الاقتصادي البازر لم تبدأ بعد بزخمها المعهود، باستثناء بدء وسائل الإعلام بالترويج والتسويق لإطلاق فعالياته، إلا أن التوقعات تتجه نحو صناعة نجاح جديد في ديوان صناعة المعارض، التي حققت تميزاً لافتاً خلال الفترة الماضية بتعاون ملحوظ بين القطاع العام والخاص أو ما سموه «تحالف قوى الاقتصاد» عند تحقيق معرض دمشق الدولي العام الفائت أهدافه المرجوة بكسر الحصار الاقتصادي وبدء التعافي الاقتصادي، الذي سيترجمه المعرض بنسخته القادمة وخاصة بعد إعادة الأمن والأمان إلى محيط مدينة دمشق على نحو كامل.
مدير عام مدينة المعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي بدا متفائلاً وواثقاً من ترك بصمة مختلفة في دورة معرض دمشق الدولي القادمة عبر إعداد خطة مدروسة تضمن التسويق للمنتج السوري داخلياً وخارجياً وإطلاق معرض رابح بامتياز في الوقت ذاته، حيث سيتم تخصيص جزء من إيراداته لتطوير بنية مدينة المعارض.
وشدد كرتلي على السعي إلى إنتاج دورة مختلفة، مستفيدين من حالة الأمان، التي أرساها الجيش العربي السوري، لذا سيعمل كما العادة على أن يكون معرض دمشق الدولي فعالية كرنفالية شاملة مع التركيز على الجانب الاقتصادي على اعتبار أن المعرض يمثل فرصة كبيرة لتعريف المشاركين المحليين والأجانب بالمنتج المحلي ليكون ذلك بوابة لإبرام عقود تصديرية.
ولفت كرتلي إلى أنه بهدف مشاركة عدد أكبر من الشركات المحلية والدولية جرى توسيع مساحات المعرض إلى 74 ألف متر مربع، مع تقديم الكثير من الحوافز والإعفاءات من أجل تشجيع الشركات الأجنبية على المشاركة ولاسيما فيما يتعلق بتقديم حسومات على حجوزات الأجنحة، إضافة إلى منح المشاركات التجارية الخارجية إجازات استيراد لكل دولة تشارك بمساحة محددة عبر إعطائها «كوتا» لإدخال بضائع ذات قيمة محددة من أجل البيع المباشر في المعرض، مشيراً إلى تقديم تسهيلات أيضاً للمشاركين المحليين من خلال تسهيلات التصدير والشحن لهيئة دعم الإنتاج المحلي والصادرات.
وعند سؤاله عن الإجراءات المتخذة لتدارك بعض الثغرات التي حصلت في دورة معرض دمشق الدولي الفائتة رغم نجاحه، كالبعد بين الأجنحة القطاعية المتشابهة، وعدم وجود مرآب للسيارات، وخاصة لرجال الأعمال بناء على شكواهم، وأزمة النقل التي حصلت بسبب العدد غير المتوقع لزيارة للمعرض، نفى بداية وجود تباعد بين الأجنحة التخصصية، لكن عموماً سيتم تدارك أي ثغرة حصلت خلال الدورة الماضية، لذا سيتم العمل على تخصيص مرآب خاص لسيارات رجال الأعمال بغية تسهيل تنقلهم ومستلزمات أجنجتهم، إضافة إلى تخصيص عدد كبير من باصات النقل الداخلي للمساهمة في نقل أكبر عدد من الزوار، كما يعمل حالياً على تجهيز قطار الضواحي، بعد رصد الاعتماد اللازم لذلك بغية إنجازه في وقته المحدد.
وأنهى كرتلي حديثه كما بدأه بالتفاؤل بتحقيق المعرض أهدافه المرجوة كما يخطط له على جميع الصعد، ليدلل للعالم أجمع أن سورية بدأت تستعيد عافيتها، وأن معرض دمشق الدولي سيكون عنواناً للتكامل الاقتصادي بين القطاع العام والخاص، بغية صناعة معرض ناجح بكل المقاييس.تشرين