أخبار الصناعة السورية Industry News
لما كان التنوع البيئي والمناخي سمة بارزة للجغرافية السورية فإن ذلك ساهم بنمو أصناف واسعة من المنتجات النباتية وعيش أنوع عديدة من الحيوانات وفرت في مجملها سلسلة من المنتجات الغذائية شكلت جدار الأمان الغذائي للسوريين الذين أبدع الصناعيون منهم في اخضاع هذه المنتجات لعدد من سلاسل التصنيع ليس لكفاية السوق المحلية فحسب بل وصولا إلى أسواق دول كثيرة معتمدة على الميز النسبية لهذه المنتجات التي أصبحت جزءا من غذاء عشرات ملايين المستهلكين حول العالم.
وبالرغم مما أصاب القطاع الصناعي أضرار بالغة خلال الأزمة التي مرت بها البلاد على مدى السنوات السبع إلا ان عزيمة مصنعي الغذاء في سورية لم تفتر وظل جزء غير قليل منهم ينتجون اعتمادا على المواد الأولية المحلية أو المستوردة محققين كفاية السوق المحلية وموجهين جزءا من اجمالي منتجاتهم الى الأسواق الخارجية حيث بينت دراسة لاتحاد المصدرين السوري أن عدد المواد المصدرة وصلت نحو 750 منتجا معظمها من المنتجات الغذائية وصلت إلى 109 بلدان منها عربية و أوربية و امريكية خلال عامي 2017 و2018 بالرغم من الاجراءات القسرية الاحادية الجانب المتخذة من قبل الدول الغربية و العربية ضد الشعب السوري.
ويؤكد عضو مكتب غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس القطاع الغذائي في الغرفة طلال قلعه جي أن الميز النسبية للمنتجات الغذائية السورية هي ما تجعل صادراتنا الغذائية تتبوأ مكان الصدارة بين صادراتنا و بين المنتجات المماثلة في الاسواق الخارجية والتي تتمثل أولا بانفراد هذه المنتجات في الانواع كالنكهة و الطعم الخاص كمنتجات مربى المشمش ورب البندورة وزيت الزيتون و اللوز و الكمون و اليانسون و لحم غنم العواس حتى انها تعد رقم صعبا ولا مثيل لها في تلك الاسواق واصبحت نموذجا للتفاخر على موائد المستهلكين في الدول المستوردة لها. 
ويوضح قلعه جي أن عمليات التصنيع الجيد ومطابقة منتجاتنا للمواصفات القياسية الوطنية و التي هي مواصفات قياسية عالمية الى جانب الاهتمام بالتعبئة والتغليف عوامل اضافية تجعل تنافسية منتجاتا الغذائية أعلى وتجعل الاقبال عليها في تلك الاسواق لافتا بالرغم من ان أسعار منتجاتنا في تلك الاسواق ليس منافسة للمنتجات المثيلة و التي تحصل على دعم مباشر من الجهات المعنية في الدول المصدرة تصل في بعضها إلى 18 بالمئة فيما لا تحصل منتجاتنا المصدرة على هذا الدعم المباشر.
ومع ما تسعى إليه غرفة صناعة دمشق و ريفها و الغرف الصناعية و التجارية الأخرى وبالتعاون اتحاد المصدرين لإقامة معارض خارجية للصناعات السورية منها في الأردن ولبنان والعراق وليبيا والجزائر و غيرها وفتح مراكز للصادرات السورية بالعديد من الأسواق الخارجية الى جانب تحسن الوضع الامني واعادة فتح مركز نصيب الحدودي مع الاردن و توقع فتح المراكز او المعابر الحدودية مع العراق فإن صادراتنا سوف ترتفع خلال العام القادم كما بين رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح الذي اشار الى ان كل لك يأتي ضمن استراتيجية الدعم الحكومي للتصدير بما يضمن توفير أسواق تصديرية للمنتج السوري حجم و قيمة الصادرات وزيادة و رادات الخزينة العامة من القطع الأجنبي بما يدعم اقتصادنا الوطني.
ولتمكين هذه المنتجات من زيادة تنافسيتها في الاسواق الخارجية و تحقيق فائدة اكبر للاقتصاد السوري يدعو قلعه جي الى تخفيض الرسوم الجمركية أكثر على المنتجات الاولية اللازمة للتصنيع الغذائي لانه يتم تحقيق قيم مضافة عند تصنيعها محليا وتوفير فرص عمل واسعة وسد احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض و الذي يتوجب هنا توفير الدعم المباشر والواضح للمنتجات المصدرة من اجل زيادة رقعة توزع صادراتنا في الاسواق الخارجية وتحقيقها لمنافسة اعلى لمثيلاتها في تلك الاسواق.
و لتعزيز وجود منتجاتنا الغذائية في الأسواق الخارجية ضمان وصولها و استمرارها هناك يشير المستشار في ادارة الجودة مهند توتونجي الى ضرورة اتباع منتجيها إدارة سلامة الغذاء أي تحقيق المواصفة ايزو9001 التي تحمي المنشآت وتحمي المتعاقدين مبينا أن أي شركة لديها علامة جودة تدل على الطمأنينة بأن الشركة تسير بنجاح لضمان سلامة منتجاتها.
ويشير المستشار زياد رمزي المدقق الرئيسي بنظم إدارة الجودة الى ضرورة تفادي المشاكل المتعلقة بمخالفة الشروط الفنية التي تواجهها الشركات المصدرة في الدول النامية مما يتطلب منها الحصول على معلومات صحيحة حول المتطلبات الفنية المطبقة الالزامية في أسواقها المستهدفة لتسطيع ان تكيف منتجاتها للإيفاء بهذه المتطلبات والحصول على الوثوقية بنظام إدارة سلامة الغذاء المطبق بالشركة واستخدام شهادات مطابقة صادرة من جهات منح معترف بها في الاسواق المستهدفة.
أحمد سليمان
