الثلاثاء 26/11/2019
مع بدء قرصة البرد توجه السوريون الى سوق المدافىء التي تعمل على المازوت والكهرباء والغاز والحطب للبحث عن بدائل تؤمن لهم الحد الادنى من الجو اللطيف، ولن نقول الدفء الحميم الذي اعتادوه قبل الأزمة.
ومع الانفراج في توفر المازوت ارتفعت أسعار المدافئ الى مستويات قياسية ،وأسعار الحطب حلقت، والغاز عاد الى الانقطاع والوقوف في الطابور وسعر اسطوانة الغاز خارج ذكاء تكامل ب10 الاف ليرة، وفاتورة الكهرباء نار تكوي، ومادة التمز تراجع توفرها في الأسواق.
ويحمل أبو محمد مدفأة على الحطب من سوق المناخلية بدمشق ويساعده على حملها ولده وقال لبزنس 2 بزنس : بعد مفاوضات شاقة مع البائع لم ينزل بسعرها أقل من 35 ألف ليرة سورية .. سعرها مرتفع جدا نحن هربنا من تعبئة المازوت لندفع ثمن مدفأة ورد على سؤال من أين ستؤمن لها الحطب اللازم؟ قال نقوم بالبحث في البساتين عن الاشجار التي يبست ونقوم بتجميعها من هنا وهناك المهم نمشي امورنا.
ورد التاجر أبو خالد يقف بين مجموعة من المدافىء وسط السوق ، المدافىء الصغيرة ذات الجودة المتدنية يتراوح أسعارها بين 20 و35 الف ليرة ، ويقول انه يكفلها ، بينما تجاوز أسعار المدافىء التي تثبت في المنازل وتحتوي على توربو وشعالة الكترونية 200 الف ليرة، ووصل سعر بوري المدفأة جودة متدنية الى 650 ليرة، والكوع بنفس التكلفة ،وفي عملية حسابية ان التدفئة على المازوت بالنسبة لعائلة صغيرة بحاجة في الحد الادنى الى 6 بواري و 3 أكواع ومدفأة و200 ليتر مازوت ،طبعا في الحد الأدنى وجودة متدنية الدفا يكون على الريحة نقطة نقطة شعلة شمعة واشعالها في أوقات ذروة البرد فقط بحدود 80 الف ليرة خلال فصل الشتاء .
وقالت ام نهاد انها تقوم بالتدفئة في العادة على الكهرباء ، اما بواسطة المكيف الذي ارتفع سعره عن 300 الف ليرة أو من خلال مدفأة كهربائية أسوء نوعية 50 الف ليرة، الا انه نتيجة التقنين الكهربائي وانقطاع الغاز وعدم توفر المازوت خلال الأعوام الماضية اضطرت الى استخدام عدة اساليب في التدفئة ، كونه لديها أطفال صغار وما توفره من مبالغ نتيجة عدم الدفا تضعه ثمن أدوية واجور اطباء، كون البرد لا يرحم ولا يمكن الوقاية منه من دون وسائل التدفئة، ولو انها تفضل استخدام تدفئة المازوت.
الفلاح أبو حيدر يعتمد في تدفئته على الحطب ، وقال تطورت صناعة مدافىء الحطب وأصبحت تستخدم بيسر وسهولة من دون دخان او روائح كرهة لكن المشكلة في سعر الحطب في سورية حيث وصل الى مستويات قياسية ووصل طن الحطب الى فوق 80 الف ليرة اذا كان ناشف ومقطع حسب الأصول .
الطالب الجامعي محمود مستأجر منزل مؤلف من غرفتين يقول أنه يستخدم السخانات الكهربائية التي ارتفع سعرها هذا الموسم بشكل جنوني حيث اشترى سخانة تستخدم للتدفئة والطبخ من منشأ صيني بسعر 18 الف ليرة ومصروفها كبير جدا .
فصل الشتاء يدخل هذا العام كالكابوس على المواطن السوري بسبب ارتفاع مواد التدفئة ولو انها متوفرة وبكثرة ونتيجة لعنة البرد والغلاء تخلت العائلة عن لمة الشتاء حول المدفأة الى الاستماع الى مواعظ رب الأسرة “وفروا لا يوجد مصاري ومافيه مازوت وفاتورة الكهرباء 20 الف وغيرها من مواعظ تعب الأولاد منها “.
طلال ماضي