يسجل إعادة فتح مركز نصيب ـ جابر الحدودي بين سورية والأردن نصرا جديدا للاقتصاد السوري عبر خطوة إجرائية تم تأجيلها أكثر من مرة و يتوجب استثمار منعكساتها الايجابية في شتى المجالات.
فالخطوة التي قام بها عدد من رجال الأعمال السوريين للمشاركة في افتتاح المعبر وما قام به اتحاد المصدرين السوري من تصدير اول شحنة بعد إعادة فتح المركز المتوقف منذ 3 سنوات تؤكد حرص قطاع الأعمال السوري على فتح أسواق تصديرية للمنتجات السورية خاصة أن هذا المركز كان يعد أحد اهم الشرايين الرئيسية ليس للاقتصاد السوري فحسب انما اللبناني والاردني ايضا.
وإن كانت الخطوة التشجيعية لاتحاد المصدرين بتصدير براد حمضيات “جرعة نشاط ” للقطاع الزراعي عبر فتح منافذ تسويقية خارجية للمنتجات الزراعية خاصة الحمضيات السورية ذات “المعاناة المزمنة” ، فإن ذلك لا يعني أن نشجع تصدير المواد الأولية أو المواد ذات القيم المضافة المتدنية و بالتالي نخسر ربحا افتراضيا يمكن تحقيقه عبر اخضاعها لاحدى مراحل التصنيع..
قطاعنا الصناعي الخاص يدرك هذه المعادلة ويعلم احتياجات الأسواق الخارجية المجاورة وغيرها واستفاض في دراستها خلال سنوات الازمة ، كما انه استطاع تنمية قدراته الانتاجية والتسويقية من حيث تطوير آلات الانتاج لديه واستخدام أفضل المواد المتوفرة محليا واجراء عمليات التصنيع وفق أفضل المعايير المتبعة ، كذلك اهتم بعمليات التعبئة والتغليف و الترويج المسبق لمنتجاته في تلك الأسواق والتي استطاعت تقليديا حجز مساحة لها لدى المستهلكين في العديد من الدول مع السمعة والثقة التي اكتسبتها صناعتنا السورية عبر عقود في هذه الأسواق.
هذا عن قطاعنا الخاص لكن ماذا عن العام؟؟ ..ولماذا غابت الوزارة المعنية عن “نصيبها” في نصيب؟؟ ، وهل يعكس هذا الغياب غياب خططها لتصدير منتجاتها التي تعاني من عدم رفع قدراتها التسويقية وتنافسيتها في الأسواق الخارجية، سيما في ظل الدفع الدائم إلى انتاج كمي قبل أن يكون نوعيا وبالتالي فاقدا لذراع تنافسية من حيث الجودة والمواصفات والتعبئة والتغليف والسعر المنافس لأسعار المنتجات المماثلة في الأسواق الخارجية.
ومن وحي “نصيب” يبرز السؤال عما اذا كانت وزارة الصناعة ستدفع بشركاتها إلى استثمار فتح مركز نصيب لتصدير منتجاتها أم انها ستنكفىء على نفسها وتكتفي بتصريف منتجاتها في السوق المحلية ،واستثمار فتح المركز لاستيراد المواد اللازمة لتصنيع كمي فقط بدل من تصدير منتجات نوعية منافسة محليا وخارجيا..؟؟.