22/10/2018
تركت الحرب الإرهابية المستمرة حتى الآن بصمات ثقيلة على قطاع الدواء، الذي تراجعت مرتبة سورية فيه من الثانية عريباً بتصدير المنتجات الدوائية إلى بلد يعاني مشاكل في أمنه الدوائي، حيث شهد سوق الدواء تقلبات ونقص في الأدوية وفقدان لبعضها وارتفاع الأسعار، إضافة إلى ضعف فعالية بعض أصناف الأدوية، وسط تعرض معامل الأدوية للنهب والتدمير، لكن هذا الحال بدء يتغير تدريجياً مع الانتقال إلى مرحلة التعافي الاقتصادي والانتاجي، التي انطلقت معها مشاريع جديدة تدب الحياة من جديد في جسد الصناعة الدوائية.
معمل الأدوية بتكلفة 8 مليار ل.س
مشاريع دوائية عدة تم الحديث عنها لفترات طويلة لكنها لم تدخل حيز التنفيذ لأسباب مختلفة منها مافرضته الأزمة ووجود أولويات لدى الحكومة ومنها ماعرقله سير الاتفاقيات الروتينية، وأهم هذه المشاريع مشروع معمل الأدوية ومعمل السيرومات ومشروع خط الشراب الجاف، ولمعرفة أين أصبحت هذه المشاريع توجهت “سينسيريا” إلى مدير عام المؤسسة الكيميائية الدكتور أسامة أبو الفخر، الذي أكد أن المؤسسة باشرت في تنفيذ مشروع معمل الأدوية البشرية التابع للشركة الطبية العربية “تاميكو” بتكلفة إجمالية تصل إلى 8 مليارات ليرة، حيث أعطت أمر المباشرة لشركة البناء والتعمير للبدء بعملية البناء في منطقة أم الزيتون وعلى مساحة /54/ دونم والذي سيكون من أكبر المعامل في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية هذا المشروع الذي سيساهم في زيادة الإنتاج المحلي من المستحضرات الطبية الدوائية وتغطية حاجة القطر من الأدوية والاستغناء عن استيراد هذا المنتجات بإنتاجها محلياً وبأنواعها المختلفة والحد من الأزمات التي يتعرض لها القطر سواء بسبب الأسعار أو توافرها في الوقت المناسب.
يبصر النور الشهر القادم!
وبالانتقال إلى مشروع خط الشراب الجاف المقترح منذ عام 2015 ضمن خطة وزارة الصناعة ولكنه لم ينفذ حينها بسبب عدم موافقة وزارة المالية على المشروع بذريعة أن توصيات المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي تؤكد على عدم المباشرة بتنفيذ أو إدراج أي مشاريع جديدة تتعلق بتنفيذ مبان حكومية إدارية، إضافة إلى التركيز على المشاريع المنجزة بنسبة تزيد عن 60% مع ضرورة تحديد أولويات لتنفيذ هذه المشاريع، كشف أبو الفخر أن المؤسسة انتهت من تركيب خط إنتاج الشراب الجاف وهو حالياً في مرحلة التجريب، وسيدخل مرحلة الإنتاج الفعلي الشهر القادم بطاقات إنتاجية ضخمة تصل إلى 15 مليون عبوة دوائية سنوياً، مضيفاً أن كلفة هذا المشروع /630/ ألف يورو ويأتي ضمن خطة المؤسسة لاستثمار الطاقات المتوفرة لديها وتطوير خطوط الإنتاج والعمل على تحسين وتطوير منتجاتها والدخول في استثمارات جديدة تعزز قدراتها الإنتاجية لسد احتياجات السوق المحلية من المنتجات النوعية وخاصة الأدوية.
دفتر شروط جديد
عقبات كثيرة وقفت أمام مشروع معمل السيرومات أدت ليس فقط إلى التأخر في تنفيذه بل في استكمال شروطه بدءاً من ربط إقامته بإشادة مصنع للعصائر، عبر تخصيص أرض ” الشركة العامة لصناعة الأخشاب ” كلها لصالح مصنع العصائر، شريطة أن تخصص “مديرية الزراعة باللاذقية ” أرضاً مناسبة أخرى لمصنع السيرومات، من أراضي أملاك الدولة، وانتهاءً بما أشيع قبل أيام بوجود خلل في دفتر الشروط الخاص بالمشروع والذي على أثره فُصل المهندسين العشرة من شركة تاميكو لصناعة الأدوية.
وعن هذا اللُّبس قال أبو الفخر: إنه تم التعاقد قبل أيام مع جامعة تشرين لإعداد دفتر شروط جديد لمشروع السيرومات بقيمة مالية بين 10-12 مليون يورو، موضحاً أن السبب في ذلك هو تلافي أي خطأ سابق والبدء من جديد بدفتر شروط دقيق جداً خالي من أي خلل أو خطأ، ورفض الخوض في أسباب إلغاء دفتر الشروط السابق أو أماكن الخلل والأخطاء المراد تلافيها، وأضاف: أن عملية الإنتاج لمعمل السيرومات ستساهم في تغطية حاجة السوق المحلية وتوفير القطع الأجنبي الناتج عن عملية التصدير للعديد من الدول التي تحتاج هذا المنتج.
نحن اليوم بأمس الحاجة للاعتماد على صناعتنا الدوائية الوطنية ودعمها قدر الإمكان، لذلك لابد من إقامة مشاريع تهدف لزيادة الإنتاج المحلي من المستحضرات الطبية الدوائية بشكل يساهم في تغطية حاجة القطر من الأدوية والاستغناء عن استيراد هذا المنتجات بإنتاجها محلياً وبأنواعها المختلفة، وزيادة مستوى التحرر من سيطرة الأسواق الخارجية على الأدوية التي تعدّ سلعة استراتيجية بامتياز.سنسيريا