قال مدير المعهد التقاني الإحصائي الدكتور زكريا الزلق أن الرقم الإحصائي هو نقطة البداية لأي مشروع تجاري أو اقتصادي ناجح فالرقم الإحصائي الناتج عن معطيات صحيحة يشكل داعم أساسي لمتخذي القرار في رسم السياسات التنموية في مختلف المجالات على مدى سنوات طويلة، فهو بمنزلة الشريان الرئيسي الذي يشكّل مصدر الحياة لجميع مؤسسات الدولة على اختلاف مستوياتها.
وقدم الدكتور الزلق خلال الندوة التي استضافته فيها غرفة تجارة دمشق اليوم شرحا حول أهمية الإحصائيات في العمل التجاري وفائدتها الكبرى بالنسبة للتجار والشركات مبينا انه بمقدار ما يكون النظام الإحصائي قوياً ومتيناً وشفافاً وذا موثوقية عالية، بمقدار ما يشكل داعماً قوياً لمتخذي القرار في رسم السياسات المطلوبة التي تساعد في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.
و قال أننا في سورية عانينا على مر السنوات الماضية وما زلنا نعاني من عدم وجود نظام إحصائي بجودة عالية، وهذا ما ترك أثره بشكل واضح حيث تعثرت الكثير من المشاريع التنموية رغم توفر الإمكانات ، فالعمل الاحصائي بحاجة لنقله من حالته غير المرضية إلى مستوى مقبول وجيد على أبواب مرحلة إعادة الإعمار التي تحتاج إلى معطيات رقمية دقيقة .
مدير المعهد التقاني أرجع الخلل الحاصل في النظام الإحصائي القائم حالياً إلى ضعف الوعي المجتمعي المبني على النضوج الفكري حول أهمية علم الإحصاء إضافة إلى ترهل الإدارات أو ضعفها وقلة عدد الكوادر الاحصائية والخريجين المختصين الذين يعملون في هذا المجال وهذا باعتراف الحكومات المتعاقبة ما قبل الأزمة الحالية، وخلال سنواتها الماضية، حيث أقرت بضعف الكوادر الإحصائية في معالجة وتخزين ونشر البيانات بكافة أشكالها.
كما طالب الزلق خلال الندوة بإعادة تفعيل دور المعهد التقاني الإحصائي الذي كان يصدّر الخريجين المتميزين إلى كل الوطن العربي في العقود الماضية، متسائلاً لماذا لا نستثمر هؤلاء الخريجين الذين يمتلكون الكثير من الخبرة والمعرفة في إعداد وإدخال البيانات الإحصائية فالعمل الإحصائي الناجح يحتاج إلى آلية عمل متكاملة تتم من خلالها إعادة ربط الجهات المعنية بالعمل الإحصائي بالمحافظات وبالتالي توفير بيانات إحصائية بالوقت والزمان المناسبين وفق آلية فنية تستند إلى رؤية علمية تحقق الرؤية التي تعمل عليها الدولة.
من جهته منار الجلاد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق إن الرقم الإحصائي هو نقطة البداية لأي مشروع سواء كان اقتصادي أو اجتماعي أو تنموي فإذا كان صحيحا سينعكس ذلك على نجاح المشروع وإن كان رقما غير صحيحاً فسيؤدي حتماً الى فشل أي عمل .
الجلاد تساءل خلال ندوة الاربعاء التجارية عن الأسباب التي أدت إلى حجب المعلومات الإحصائية منذ العام 2012 حتى العام 2017 وهل كان من الأفضل أن تحجب هذه المعلومات مما أدى الى ظهور الإحصاءات الخارجية غير دقيقة والمسيسة التي انعكست سلبا على الواقع السوري فلو أظهرت هذه المعلومات الرسمية الحقيقية كانت ستساعد على اتخاذ الإجراءات الضرورية لكل مرحلة من مراحل الأزمة .