22/1/2018
لا تشبه حال أسواقنا، بتذبذب أسعار منتجاتها صعوداً انخفض الدولار أم ارتفع، حال غرفة تجارة دمشق، التي تعيش جموداً منذ سنوات عديدة، من دون التمكن من تمثل حقيقي لتجارها، الذين اشتكوا مراراً وتكراراً من غياب صوت غرفتهم، التي بات لا حول ولا قوة بعد عجزها عن تمثيلهم كما في سنوات عزها، بحيث بات يقتصر دورها على حضور الاجتماعات مع الجهات الحكومية شكلياً، من دون التعبير عن مشاكلهم الفعلية، وخاصة أن أغلب القرارات تصدر على نحو مبهم وكأن ممثلي الغرفة صفر على الشمال، لتدخل الغرفة بعد ذلك في متاهات الاعتراض على القرار والتحجج أن المعنيين لا يشاركونهم في صياغة القرارات، علماً أنها لو كانت فاعلة و”كلمتها كلمة” كما يقال، لكان واقع تجارها مختلف كلياً، وليكي لا نبخسها قدرها ونتهم بالتحامل عليها، يحصل أن يرفع صوتها ويستجاب لطلبات أعضائها بعد أخذ جرعة دعم من أحد رجال أعمالها النافذين، فيتم تكويع القرار لصالح أعضائها والمنتسبين إليها، فتبرد قلوبهم قليلاً، ليبقى في جعبتهم سلة من الإشكاليات التي تحتاج إلى معالجة وحلول من قبل غرفتهم عبر عرضها على بساط أحمدي على طاولة الحكومة، بكل جرأة بعيداً عن المحاباة ولغة المصالح الشخصية.
ندوة “الأربعاء التجاري” تعد نقطة مضيئة في سجل غرفة تجارة دمشق، لكن وهجها بات يخبو أيضاً بسبب قلة الحضور وتغليب لغة الدبلوماسية في التعامل مع المسؤولين الضيوف، دون التمكن من استثمار هذه الندوة المهمة بإيجاد حلول للكثير من المشاكل العاقلة المؤثرة على العمل التجاري بشكل أثر على الأسواق، التي باتت أسيرة أشخاص دخلاء على العمل التجاري يسمون زوراً تجار، وهو ما كان له وقعه السلبي على التجار الحقيقيين الذين خرجوا من السوق بسبب أفعال تؤثر على اسمهم وسمعتهم بين أهل الكار، فأين غرفة تجارة دمشق من ماضيها العريق، ولماذا تخلت عن دورها الهام في ضبط العمل التجاري وحماية تجارها الفعليين، تاركة تجار الأزمات وسارقي الأموال يسرحون ويمرحون في الأسواق ليدفع المواطن والتاجر الحقيقي الثمن أضعافاً، مع أن حالها يفترض أن يكون أفضل في ظل تولي إدارتها قامة اقتصادية عريقة لها اسمها التجاري المعروف ومشهود لها بوطنيتها وأخلاقها، فهل الوقت حان لنفضة من العيار الثقيل لهذه الغرفة التجارية الهامة تعيد ضخ الدماء في عروقها لتعود ضابط الإيقاع الأول للعمل التجاري حسب أصول المهنة وأخلاقها التي لطالما اشتهر فيها تجار دمشق محليا ًوعالمياً.سنسيريا