مهرجانات التسوق السورية والمصلحة المتبادلة بين المنتج والمستهلك ..قلعه جي: الله يكون بعون الصناعي

“مهرجان للتسوّق الشهري” اسم لا يعكس “المعتاد” في مهرجانات التسوّق، هنا ترى ملامح الأزمة في كل التفاصيل، حيث الجميع: المتسوّقون والصناعيون والتجار، يرضون بالقليل ودون “بهرجة”.

هكذا يكون المهرجان في صالة رياضية مغلقة، دون تكييف، ودون أي نوع من الزينة التي تحوّل التسوق إلى متعة، باستثناء تغطية سقف الصالة بالعلم السوري.

السلع المعروضة هي من نوع الضروري، وما يستهلك يومياً، أما الحسم على الأسعار فلم يكن كبيراً، لكنه، وعلى غير المعتاد سابقاً، كان حقيقياً: عشرة، إلى خمسة وثلاثين في المئة، وهذه النسبة المنخفضة تفرض على المتسوقين أن يشتروا سلعاً أكثر ليصبح حجم التوفير أكبر.

هي بعض الحلول الوسطى، ما بين حالة الكساد التي تعانيها الأسواق نتيجة ارتفاع الأسعار، والحاجة إلى سلع بعينها.
صناعيون وتجار قالوا لآسيا أن المهرجان هو خدمة للمواطن، ولتأمين السلع من المنتج إلى المستهلك بأسعار تقلّ عن السوق، كما قال الصناعي، وعضو غرفة صناعة دمشق “طريف نابلسي” في حين كان بعض المشاركين في المهرجان أكثر صراحة، وأكدوا أن المصلحة متبادلة بينهم وبين المستهلك، لأن المشاركة في المهرجان بمثابة الفرصة النوعية لكل شركة للتواصل مباشرة مع الزبائن والتعريف بمنتجاتهم ومواصفاتها، فعوضاً عن تخصيص مبالغ كبيرة للإعلان عن منتج قد تصل كلفتة إلى مئات الآلاف شهرياً لبث أقلّ من دقيقة عبر شاشات التلفزة، يمكن حجز مساحة في صالة الجلاء الرياضية بكلفة لا تتجاوز 10 آلاف ليرة يومياً ولمدة سبعة أيام، في حين تتجاوز قيمة حجز المساحة ذاتها لمدة ثلاثة أيام في بعض الفنادق الفخمة بدمشق أكثر من مائتي ألف ليرة.

حركة ببركة

كل أنواع المنتجات السورية الأساسية (خاصة الغذائية) تغصّ بها تلك الصالة، فعدد الشركات المشاركة في المهرجان 110 شركات، وكما تمتلئ الرفوف بالسلع المعروضة، كذلك يتزاحم المارّة بين المحلات، وغالباً بقصد التسوق، لأن الجو العام في الصالة، وعدد المتسوقين الذي يزيد وطأة الحَرّ، لا يترك مجالاً لـ “فسحة” بين أروقة المهرجان، كما كان يجري سابقاً، والعائلات التي تتسوق أكثر من سلعة، كما تقول “رانيا علي” تحصل على فروقات مجزية قياساً بأسعار السوق.  
من إحدى شركات الصناعات الكيماوية لصناعة المنظفات أكّد “سامر مغامر” لآسيا أن تسويق منتجاتهم تراجع كثيراً خلال سنوات الأزمة، لأن الكثير من الأسر التي تهجرت من منازلها لم تعد تستخدم الغسالات الآلية، وتالياً انخفض الطلب على مساحيق الغسيل للغسالات الأوتوماتيكية، وكل الأنواع التي كان يتم “التفنن” بصناعتها، كالأنواع السائلة مثلاً.

الصين بدل أوروبا

أضاف “محمود الشاعر” من فريق التسويق لشركة منظفات، أنه كان يتم يومياً شحن ستّ سيارات شاحنة كبيرة إلى حلب، ونحو 20 سيارة شهرياً إلى العراق، وخلال الحرب خرجت حلب نهائياً كسوق من أسواقهم، وانخفض عدد السيارات الشاحنة إلى العراق إلى 3-4 سيارات، بسبب ارتفاع تكاليف النقل الكبيرة.

وعن سبب رداءة النوعيات المطروحة في الأسواق من معظم مساحيق الغسيل، ذكر “مغامر” أن المشكلة ناتجة عن صعوبة استيراد المواد الفعالة من أوروبا، والتحوّل إلى الصين، حيث غالباً ما يتم استيراد المواد الأقل جودة لتخفيض التكاليف.

كل الصناعيين الذين تحدثوا لآسيا تشابهت مشاكل عملهم خلال سنوات الأزمة، سواء من حيث عدم توافر الكهرباء، أو مشاكل استيراد المواد الأولية، أونقص اليد العاملة مع هجرة الكثير من الشبان هرباً من الحرب أو خدمة العلم، بينما طرح الصناعي “عبد الحليم المشرف” (صناعة الألبسة) مشكلة كانت الأصعب بينهم، إذ أنه عاد ليبدأ من الصفر بعد مرور عشرات السنوات على عمله، فقد خسر معمله كاملاً في ريف دمشق، ويقول أنه تحوّل مع عدد آخر من الصناعيين من مالكين لمعامل إلى معتمدين على ورش خاصة تنفذ طلباتهم، وحسب تعبيره “عدنا لنستضاف عند الغير”.

بالتزامن مع الأجور

مدير التسويق “محمد عبد العزيز” من إحدى شركات التجميل، يقول أن صعوبة الدخول إلى المحافظات غير الآمنة، وخسارة الأسواق الخارجية كالعراق وتركيا، جعلت مبيعات شركته تنخفض لأكثر من 50%، ويرى أنه يجب تنسيق زمن المهرجانات في مطلع الشهر كي يكون الإقبال أكبر، بالتزامن مع حصول الموظفين على أجورهم.

رغم كل ذلك يرى الصناعي “النابلسي” أنه منذ 2015 بدأ وضع صناعة المواد الغذائية يتحسّن، وأن 50% من المنشآت الصناعية التي كانت خارج العملية الإنتاجية عادت للعمل في المناطق الآمنة، وفتحت أسواقاً تصديرية جديدة إلى إيران وروسيا.

في حين اكتفى الصناعي عضو مكتب غرفة صناعة دمشق و ريفها “طلال قلعه جي” ورئيس القطاع الغذائي بالقول: إنهم سئموا من عرض مشكلاتهم، ويختصر: “الله يكون بعون الصناعي”

يسرى ديب – خاص آسيا 

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen