“الستيفيا” تغني سورية عن استيراد السكر…هل تدخل في قائمة “زُرِع في سورية” يوماً..؟

 

22/09/2018

ما يطرحه اتحاد المصدرين السوري اليوم، عبر لجنة القطاع الزراعي، التي يترأسها رجل الأعمال الطموح والناجح إياد محمد، بتبني شعار ( زُرِعَ في سورية ) هام جداً، ويحمل وجوهاً إيجابية كثيرة، وحسب فهمي لهذا الشعار بشكلٍ أولي فهو لا يعني فقط العمل على النهوض بالزراعات السورية، واجتراح الأفكار والهواجس للارتقاء بنوعيتها كي تكون منافسة في الأسواق الخارجية، والعمل على الدفع باتجاه الوصول إلى مكانٍ مستقر تصير فيه تلك الهواجس والأفكار ثقافاتِ راسخة وعاداتٍ لا تراجع عنها، فاتحاد المصدرين من الطبيعي أن يكون هاجسه جودة المنتج والارتقاء به، ليكون قادراً على إقناع المتعاملين من الخارج على تقبّل ما بحوزتنا من منتجات الداخل المعروضة عليهم .

هذا الشعار الجميل لا يعني فقط ذلك، وإنما أرى أنه يعني البحث أيضاً عن مختلف الطرائق التي من شأنها اعتماد زراعاتٍ جديدة وغير موجودة في أراضينا حالياً، رغم أنّ إمكانية وجودها قائمة، وهي تكون مجدية اقتصادياً، وقابلة للتصدير.

هذا الكلام ينطبق تماماً على نبات ( الستيفيا ) القابل للزراعة في سورية، ولا يُزرع، وهو نبات يمكن استخراج السكر منه بشكلٍ مدهش، بل ومذهل اقتصادياً وصحياً، ولكن ما تزال كفّة الاستثمار في مجال صناعة السكر، تميل باتجاه استخراجه من الشوندر، أو من قصب السكّر الأحمر المستورد، في حين ملّ نبات الستيفيا من انتظار من يزرعه في أراضينا، ويستخرج منه أفضل أنواع السكر، وأكثرها فائدة، فهل يُلاقيه إياد محمد بهمّته وطموحاته، ويُخرجه إلى الضوء، ويفتح له الطريق ليكون ضمن قائمة ( زُرع في سورية ) ..؟

من المؤسف أن هناك رجال وسيدات أعمال سوريين ينوون في هذه الأثناء، إقامة مصنعٍ يبدو ضخماً لصناعة السكر، سوف ينتج مليون طن سنوياً.

لا شك بأنّ السكر – وعلى الرغم من أضراره المعروفة للجميع – مهم جداً للسوق السورية، ووجود هكذا مصنع من شأنه أن يغطي حاجة السوق المحلية، والتي تصل وسطياً إلى ( 500 ) ألف طن في العام، ما يعني أن هذا المصنع وحده سيغطي حاجة الاستهلاك المحلي، ويبقى نصف إنتاجه ( 500 ) ألف طن، مرشّح للتصدير.

وقد دخل هذا المصنع حيّز التأسيس لاتخاذ الإجراءات التنفيذيّة، حيث أدرجته هيئة الاستثمار السورية مؤخراً، في قائمة المشاريع الاستثمارية، المُشمّلة بأحكام قانون الاستثمار، وأوضح قرار التشميل بأنّ هذا المصنع الذي قد تقدّمت به شركة ( م . ي . ن . ا ) للسكر الكريستال محدودة المسؤولية، سينتج السكر الأبيض المكرّر، من قصب السكر الأحمر المستورد، وكانت مديرية الشركات في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، قد صادقت في وقتٍ سابق من العام الماضي، على النظام الأساسي لهذه الشركة، والتي حدّدت غايتها باستيراد وتصدير السكر الخام، والمواد والآلات والعدد اللازمة لصناعته، وتملّك المعامل والمنشآت الصناعية اللازمة لصناعة السكر، والمواد الغذائية، وتجارة السكر، والمواد على اختلاف أنواعها، ومسمياتها، واستيراد وتصدير كافة المواد المسموح بها من قبل الدولة، وما إلى ذلك ..

هذه الشركة التي ستقام في محافظة حمص يمتلكها ثلاثة شركاء سوريين، يصل رأسمالها إلى ( 25 ) مليار ليرة سورية، موزّعة على ألف حصة، بقيمة ( 25 ) مليون ليرة للحصة الواحدة.

ولكن .. ماذا بعد ..؟

نحن بالتأكيد نأمل كل الخير والتوفيق والنجاح لهذه الشركة، ولكننا تألّمنا في الوقت ذاته لأنّ إنتاجها يقوم على استيراد السكر الخام الأحمر، في حين كان يمكن الاستغناء عن هذا الاستيراد يزراعة الستيفيا .

هذا النبات المدهش الذي كشف لنا عنه الباحث الزراعي المهندس محمد الشبعاني، رئيس الاتحاد العربي لمنتجي المشاتل والأزهار، وقال عن هذا النبات بأنه ينجح نجاحاً كبيراً بزراعته في البيئة السورية، وهو كفيل بأن يُغني سورية عن استيراد كيلو غرام واحد من السكر، سواء كان مُصنّعاً أم خاماً، فهذا النبات فيه من السكر غير الضار، والقابل للاستخلاص، أضعافاً مضاعفة عمّا يحتويه الشوندر السكري..!! فضلاً عن كونه مادة غذائية مفيدة تُغيّر مذاق الأطعمة لطعم حلو جدا !

ولذلك فنحن نُطلُّ من خلال نبات ( الستيفيا ) على عالمٍ سكّري بهيّ، وشديد الحلاوة، هو نباتٌ بالفعل غريب عجيب ورائع، لم تعرفه الأرض السورية بعد، ولذلك فإن نجاح زراعته في الأرض السورية يعني أنّ بلادنا تكتنزُ في حبّات ترابها قدرة هائلة لإنتاج كميات كبيرة من السكّر، تُغنينا عن مليارات استيراده خاماً أو مُصنّعاً، وتضعنا أمام فرصةٍ استثماريةٍ ضخمة تدرّ علينا ملياراتٍ أخرى، وربما مضاعفة عند تصديره، ولذلك فإنّ زراعة نبات الستيفيا، واستخراج السكّر منه، يعتبر من أفضل الاستثمارات الممكنة، فهو ذو جدوى اقتصادية أكثر من الشوندر وقصب السكر، بمئات المرات، لأن الكيلو غرام الواحد من سكر الستيفيا يُضاهي من 300 / إلى 400 كيلو غرام من السكر الناجم عن الشوندر أو القصب، من حيث الفاعليّة والتركيز، والقدرة على التحلية، فوجبة الحلويات التي تحتاج من أجل صناعتها إلى 400 كغ من السكر العادي، فإنها لا تحتاج هي ذاتها إلى أكثر من كيلو غرام واحد من سكر الستيفيا، لتغدو حلوة المذاق وبالشكل والطعم المطلوب، فضلاً عن كون سكر الستيفيا ليس فقط غير ضار، وإنما هو مفيدٌ جداً، لأنه خالٍ من السعرات الحرارية العالية، بل وينظّم مستوى السكر في الدم، كما يساعد في التحكّم بمستوى الصوديوم في الجسم، والتخفيف من إرهاق القلب والأوعية الدموية، وتخفيض ضغط الدم المُرتفع، كما يُقلل من الإصابة بالسكتات القلبيّة والدماغيّة، بالإضافة إلى المساعدة في منع حدوث تصلّب الشرايين، وفوائد صحية عديدة أخرى لهذا السكر العجيب.

بعض الدراسات تؤكد بأنّ تكاليف إقامة مصنع لإنتاج سكر الستيفيا تصل إلى 5 ملايين دولار، ولكن بعد ستة أشهر من إقلاعه تكون حصيلة مردوده 55 مليون دولار..!

إنها فرصة استثمار سحرية وممكنة، متعددة الجوانب، وذات جدوى اقتصادية مبهرة، وصحية عالية، فهل نحلم بأن تكون ( الستيفيا ) يوماً ضمن قائمة زُرع في سورية ..؟    سينسيريا

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen