تدوير الملابس القديمة أجدى من شراء الجديدة.. تراجع صناعة الألبسة.. عضو في رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج يوضح..

أخبار الصناعة السورية:

 

“الغالي حقو فيه” هي قاعدة يتبعها من يحاول المفاضلة بين سلعة رخيصة وأخرى مرتفعة الثمن، حيث يفضّل الكثيرون بعض الماركات رغم غلائها بغية الحصول على منتج مكفول وبجودة جيدة توفر عليه عناء استبدالها كل فترة، إلا أن هذه القاعدة لم تعد تنطبق على الكثير من المنتجات المصنعة محلياً، وفي مقدمتها الألبسة التي تشهد تدهوراً كبيراً في الجودة موسماً بعد آخر، فالغلاء الصارخ الذي أصاب سوق الألبسة وحوّلها إلى رفاهية بعيدة عن متناول الأيدي، لم يشفع لجودتها المتدنية لا في الأسواق الشعبية ولا حتى في أهم الماركات.

 

لم تعد الألبسة الزاهية المعروضة على أكبر وأفخم الواجهات تجذب زبائنها المعتادين، ليس لارتفاع أسعارها وحسب، بل لعدم موائمة جودتها لتلك الأسعار الفلكية، حيث توشك أنواع الأقمشة الجيدة التي اعتاد السوريون بكل طبقاتهم عليها قبل الأزمة على الاختفاء، ورحلة البحث عن اللباس الجيد لم تعد تقتصر على الأغلى، فالسعر تحول إلى مزايدة بلا أي اهتمام بارتباطه بالجودة.

 

لضمان التصريف

 

وأمام هذا الواقع نجد أن الكثيرين يقصدون البالة بحثاً عن النوع الجيد وليس فقط السعر المقبول، فظاهرة تعقب الأثرياء حتى لمحال البالة الأوروبية قديمة جداً لاحتوائها على ما لا يمكن للأسواق المحلية تقديمه من حيث الجودة والموديلات، إلا أن هذه الحالة انتشرت مؤخراً بشكل كبير وفي مختلف الأوساط، فضلاً عن إعادة تدوير الألبسة القديمة التي ورغم تجاوز عمر بعضها العشر سنوات إلا أنها أفضل من نظيرتها المنتجة حديثاً.

 

يقول البعض من صناعيي الألبسة أن سبب تدني الجودة هو انخفاض القوة الشرائية، فاستخدام ذات الأقمشة الممتازة التي كانت تستخدم سابقاً يعني أن الأسعار ستتضاعف عما هي عليه اليوم، لذلك اتجه أغلب الصناعيين لتقديم السلعة الأرخص ضماناً لتصريفها، فيما رفض قسم آخر الإجابة على تساؤلنا بشكل قاطع دفاعاً عن الصناعة النسيجية العريقة التي لا تزال مستمرة رغم كل الصعوبات مؤكدين أن من يبحث عن الجودة سيجدها لكن عليه أن يدفع.

 

تنازل المنتِج

 

عضو رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج ماهر الزيات أرجع سبب التراجع بالجودة وحتى الكمّ في المنتج المحلي إلى تناقص نوعيات الأقمشة المتاحة وكذلك النقشات والألوان والخيوط، إضافة إلى ارتفاع سعر الصرف وانخفاض القوة الشرائية الذي جعل الإنتاج بذات الجودة القديمة يكلّف الكثير ولا يجد له سوقاً لتصريفه، فيضطر المنتِج أن يتنازل قدر الإمكان في الإنتاج بعد أن قلت الخيارات المتاحة بشكل كبير.

 

وأضاف الزيات أن قِدم المعامل يشكّل أحد أسباب تراجع الجودة أيضاً، فالمكنات لم تتجدد منذ 2010 وقلة قليلة فقط من الصناعيين تمكنت من تحديث بعض الآليات، والمعروف أن الصناعة تموت بلا تجديد، لذلك نجد التطور بالصناعة النسيجية في الخارج أكبر وأسرع من التطور المحلي.

 

“شاطر” ولكن!

 

وأكد الزيات أن صناعة الألبسة تتراجع منذ عدة سنوات وخيارات المواد الأولية تقل كماً ونوعاً، بالتزامن مع ارتفاع أسعارها، وبالتالي فإن المنتج الغالي لا يباع في السوق المحلية التي لم تعد تحتمل، ومع ذلك تحاول بعض الماركات الحفاظ على جودتها قدر الإمكان، فالصناعي السوري “شاطر” لكن الخيارات بين يديه تتناقص، معتبراً أن منع الاستيراد وبطئه أثر على المواد الأولية بشكل كبير، ففي الظاهر كل المواد الأولية مسموح استيرادها، لكن على أرض الواقع ينتظر الصناعي أشهر لتصل مواده نتيجة التأخير بمنح إجازات الاستيراد والتمويل عبر المنصة، وبات يعمل كل يوم بيومه -وهذه لا تسمى صناعة-، فبدلاً من أن يكون الاقتصاد داعماَ للدولة نجده يخنق نفسه بنفسه.

 

ولم يقبل الزيات المقارنة بين البالة والمنتج الجديد، حيث اعتبرها غير صحيحة كون البالة بضاعة مستعملة بموديلات وألوان قديمة ودون مقاسات متنوعة، خلافاً للألبسة الجديدة التي تكون الخيارات فيها كثيرة.

 

لكلٍّ سوقه

 

من جهة أخرى، وفيما تكثر الخشية من انعكاس هذا التدني بالجودة على المنتجات المصدّرة، وسمعة الصناعة السورية في الخارج، بيّن الصناعي الزيات أن المعمل الذي ينتج بجودة جيدة يحافظ عليها سواء بالسوق المحلية أو الخارجية، فلا يوجد صناعة مخصصة للداخل وأخرى للخارج، مؤكداً أنه حتى الجودة المتوسطة والأدنى منها لها سوقها بالخارج كما الجيدة، وذلك حسب طلب الزبون، فلكل منتَج سوقه وتصريفه سواء كان جيداً أم لا، مبيناً أن أبرز أسواق الألبسة السورية اليوم هي السعودية وليبيا والعراق.

 

البعث

escort bursa, atasehir escort, bursa escort bayan, escort izmit, escort izmit bursa escort, sahin k porno kayseri escort eskisehir escort Google
Powered by : FullScreen